أبرز ردود الفعل على اغتيال السنوار: ترحيب دولي وصمت عربي
ردود الفعل الدولية والعربية على اغتيال يحيى السنوار: ترحيب غربي وصمت عربي
أثار اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موجة من ردود الفعل المتباينة على المستوى الدولي والعربي. بينما عبرت العديد من الدول الغربية عن ارتياحها لهذا الحدث، ساد الصمت في الساحة العربية، مما أثار تساؤلات حول المواقف العربية من القضية الفلسطينية.
الترحيب الغربي
أبدت العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ترحيبها باغتيال السنوار، معتبرةً ذلك خطوة إيجابية نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. فقد قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن التهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية الاغتيال، معتبراً أنها تشكّل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة حسب زعمه. وأشار بايدن إلى أن الفرصة تلوح الآن للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن “العالم أصبح أفضل بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار”. وشاركته الرأي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي اعتبرت أن اغتيال السنوار يشكل “نقطة تحول على الجميع اغتنامها لإنهاء الحرب في غزة”. واعتبرت فرنسا أيضاً أن اغتيال السنوار يشكل “نقطة تحول ونجاح عسكري لإسرائيل”، داعيةً إلى اغتنام هذه الفرصة لإنهاء الحرب في غزة وتحرير جميع الرهائن.
الصمت العربي
في المقابل، لم يصدر أي بيان رسمي من الدول العربية، بما في ذلك الجامعة العربية، تعليقاً على اغتيال السنوار. وقد أثار هذا الصمت تساؤلات حول موقف الدول العربية من القضية الفلسطينية وعن دورها في حل الأزمة.
لم تصدر حكومة الرئيس محمود عباس أي بيان تعليقاً على قتل إسرائيل ليحيى السنوار، وهو موقفٌ قد لا يثير الاستغراب بالنظر للعلاقة المتوترة بين السلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية منذ التوقيع على اتفاقات أوسلو عام 1993 إلى أن بلغ الانقسام مداه في يونيو حزيران عام 2007 بسيطرة حماس على قطاع غزة.
اللافت أن الدوحة لم تصدر أي بيان على مقتل السنوار، رغم العلاقة القوية التي تربطها بالحركة وخصوصا أنها تستضيف بعض قادة حماس، ومنهم كان إسماعيل هنية قبل اغتياله، كما أنها طرف فاعل ووسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.
فقد التزمت الدولتان الصمت أيضا. ربما لأن البلدين يتوجسان وينظران بعين الريبة إلى الإسلام السياسي ممثلا في حركة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حركة حماس. وكان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان والحاكم الفعلي للمملكة قد صرح مؤخرا أن قضية فلسطين لا تعنيه. أما الإمارات فإنها إضافة لموقفها المبدئئ من حماس، فإنها أيضا مرتبطة باتفاقات أبراهام التي وقعتها مع إسرائيل هي والبحرين والمغرب والسودان بهدف تطبيع العلاقات بينها وبين الدولة العبرية.
لم يصدر أي موقف رسمي من حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مقتل يحيى السنوار، رغم كون القاهرة أيضا وسيطا بين الحركة وتل أبيب في مفاوضات وقف إطلاق النار. ونظرا أيضا للعلاقة الفاترة بين الطرفين منذ الإطاحة بحكومة الرئيس الإسلامي محمد مرسي وموقف مصر الرسمية من جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي عامة.
نفس الكلام ينسحب على عمان التي لم تعلق على مقتل مهندس الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر من العام الماضي. الأردن الذي تربطه بإسرائيل اتفاقية وادي عربة للسلام والموقعة عام 1994، كان قايض تل أبيب يوما في أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قتلا بحقنة سامة عام 1997. إذ إن الملك الحسين بن طلال هدد بإلغاء الاتفاقية الوليدة وقتها ولإعدام عملاء الموساد الضالعين في محاولة الاغتيال، بل أنه أن أجبر إسرائيل على تقديم الترياق لإنقاذ مشعل الذي كان يعيش وقتها في عمان كما نجح في إجبارها أيضا على الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة عام 1987.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي
انقسمت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بين من وصف السنوار بـ “البطل” ومن فرح بـ “هلاكه”.
رد فعل إعلامي سعودي
مع الإشارة إلى أن قناة “إم بي سي” السعودية عرضت تقريراً أدرج قادة من حماس وحزب الله والحشد الشعبي ضمن قائمة “الإرهابيين”. وقد عُرض التقرير في برنامج “أم بي سي في أسبوع” تحت عنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين”.
وأثار التقرير غضب بعض العراقيين الذين اقتحموا مكاتب القناة في بغداد بعد منتصف ليل الجمعة، وشارك في الاقتحام نحو 400 إلى 500 شخص. أقدم المتظاهرون على تحطيم الأدوات داخل المبنى وإشعال النار في جزء منه، مما أدى إلى أضرار تقدر بنحو 60 إلى 65%، وفقاً لمسؤول في وزارة الداخلية العراقية.
وقد تناول التقرير قادة مثل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، موجهاً إليهم اتهامات بـ“الإرهاب”. ووصف السنوار بأنه “آخر من تخلص العالم منه”، في إشارة إلى مقتله قبل أيام بعد اشتباكات مسلحة خاضها مع الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح بقطاع غزة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً