اتهمه أردوغان بالانقلاب: من هو الداعية التركي فتح الله غولن؟
فتح الله غولن: من هو الداعية التركي الذي اتهمه أردوغان بالانقلاب؟
العقيدة والرؤية:
أسس فتح الله غولن "حركة الخدمة"، والتي تُعرف أيضًا باسم "حِزمَتْ" أو "حركة غولن". سعى غولن إلى إعادة إحياء دور الدين في الدولة التركية، واعتبر تفسير الإسلام عالمياً أمراً جوهرياً لتعزيز حوار الأديان. أراد غولن، من خلال "حركة الخدمة"، تحويل رؤيته العالمية إلى واقع ملموس عبر شبكة عالمية من المدارس ومنظمات المجتمع المدني. لكن، رأى الكثيرون فيه "عقلاً مدبراً لمخططات سياسية" بدلاً من مجرد داعية ديني.
التاريخ المبكر والارتباط بالمعسكر الغربي:
في عام 1962، شارك غولن في تأسيس "جمعية مكافحة الشيوعية" في مدينة أرضروم، مسقط رأسه. تلقى غولن تعليماً إسلامياً خارج المدارس النظامية، وعمل كداعية منذ سن الثامنة عشرة. لقد مثّل غولن، خلال الحرب الباردة، اصطفافاً واضحاً مع المعسكر الغربي ضد الاتحاد السوفييتي، وانتشرت "جمعيات مكافحة الشيوعية" في جميع أنحاء تركيا.
نشأة "حركة الخدمة" وتوسعها:
في عام 1966، انتقل غولن إلى مدينة إزمير وأسس أول مقر لـ"بيت النور"، وهو نموذج أولي لـ"حركة الخدمة" التي توسعت لاحقاً. نمت هذه الحركة، من خلال شبكة من المدارس والجمعيات، إلى أكثر من 2000 مدرسة في حوالي 160 دولة. تميزت مدارس غولن بتأثيرها الكبير في بلدان آسيا الوسطى، حيث أصبح النخبة يرسلون أطفالهم إليها. تُعرف "حركة الخدمة" بأنها "حركة تعليم مدني". وإلى جانب ذلك، تمكن أنصار غولن من الوصول إلى مواقع مهمة في المؤسسات الحكومية التركية.
الصداقة المتوترة مع أردوغان:
في التسعينيات، أقام غولن علاقات قوية مع السياسيين، بما فيهم رجب طيب أردوغان. لكن، في عام 1999، غادر غولن تركيا إلى الولايات المتحدة، مدعياً مشاكل صحية. اتهمته السلطات التركية بمحاولة "استبدال النظام الدستوري في تركيا بدولة ثيوقراطية". مع ذلك، حافظ غولن على نفوذه السياسي في تركيا، خاصة بعد صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة.
التحالف والاختلاف:
تمتع أردوغان وغولن بتحالف قوي لفترة من الوقت، استفاد فيه الرئيس التركي الحالي من النفوذ الاجتماعي لـ"حركة الخدمة"، بينما استفاد غولن من القوة السياسية لأردوغان. لكن، بدءاً من عام 2012، نشأت خلافات بينهما، أدت إلى حرب مؤسساتية. في عام 2013، تم القبض على العديد من السياسيين من حزب العدالة والتنمية بتهم فساد، يُعتقد أنهم مرتبطون بـ"حركة الخدمة".
اتهام بالانقلاب:
في عام 2016، اتهم أردوغان غولن بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. نفى غولن هذه الاتهامات، لكن الحكومة التركية أعلنت أن أنصار غولن في الجيش هم من خططوا للانقلاب. منذ ذلك الحين، تُعرف "حركة الخدمة" في تركيا باسم "فيتو" (FETÖ) - "منظمة فتح الله الإرهابية".
الخلاصة:
ترك غولن وراءه "حركة الخدمة"، التي تتطلب قيادة جديدة. يُعتقد أن صراعاً داخلياً على السلطة يدور بين كبار أنصار غولن، وقد يؤدي إلى انقسام الحركة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً