أرض الوداع والعلامات السبع لزوال إسرائيل
"أرض الوداع": 7 علامات على زوال إسرائيل
في عام 2003، في خضم مساعي إسرائيل لقمع انتفاضة الأقصى وحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقر الرئاسة برام الله، كتب أبراهام بورغ، رئيس الكنيست الإسرائيلي سابقًا، أن "جيلنا قد يكون الجيل الصهيوني الأخير". رأى بورغ أن المشروع الصهيوني الاستعماري، الذي بدأ في القرن التاسع عشر، شارف على نهايته ولا مكان له في القرن الحادي والعشرين.
ومع مرور أكثر من عقدين، تكررت التكهنات ذاتها على لسان المؤرخ الإسرائيلي المناهض للصهيونية إيلان بابيه، الذي صرح في بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023: "إسرائيل ليست مجرد دولة، بل مشروع استيطاني إحلالي، ونشهد حاليًا بداية نهايته".
يرى بابيه أن نهاية المشروع الصهيوني ستستغرق عقودًا، لكنها مصير محتوم علينا أن نستعد له الآن. يشير بابيه، ومؤرخون ومفكرون آخرون، إلى العديد من المؤشرات التي تدل على بداية انهيار المشروع الصهيوني.
7 مؤشرات لزوال المشروع الصهيوني:
1. حرب إسرائيل الأهلية:
شهدت الفترة التي سبقت حرب غزة مظاهرات حاشدة ضد حكومة نتنياهو بسبب ما عُرف بـ"أزمة التعديلات القضائية". سعت الحكومة لإجراء تعديلات دستورية تحدّ من صلاحيات القضاء لصالح السلطة التنفيذية.
هذه التغييرات تعكس الانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي بين الصهيونية العلمانية والصهيونية الدينية. يرى بابيه أن هذا الصراع سيكتب سطور نهاية المشروع الصهيوني.
2. فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها:
نشأت الدولة الصهيونية على أساس عقيدة أمنية، فكان هدفها الأساسي ضمان أمن اليهود عبر دولة واحدة تُسيطر على قوانينها وحكومتها. إلا أن إسرائيل فشلت في تحقيق هذا الهدف لأسباب متعددة.
من أهم هذه الأسباب استمرار نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، واحتلال أراضيهم، وهدم منازلهم، وفشلها في تحقيق الاستقرار والأمن داخل حدودها. كما فشلت في أن تصبح دولة لكل اليهود من كل أنحاء العالم، فشهدت موجات هجرة عكسية من الأراضي المحتلة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
3. الدعم العالمي المتزايد لفلسطين:
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حظيت القضية الفلسطينية بدعم شعبي "غير مسبوق"، خاصة في الغرب. شهدت شوارع المدن الأوروبية مظاهرات حاشدة رفعت أعلام فلسطين، وأدان المتظاهرون نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
أدت مشاهد القصف المروعة لقطاع غزة إلى تحولات عميقة في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وزاد دعم الديمقراطيين في الولايات المتحدة لفلسطين.
4. اعتراف الدول بدولة فلسطين:
اعتمدت العديد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين. في مايو 2023، اعترفت 3 دول أوروبية - إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج - بدولة فلسطين، تبعها اعتراف سلوفينيا وأربع دول في الكاريبي.
هذا التطور يدعم سيناريو إنهاء "دولة الفصل العنصري" كما حدث مع جنوب أفريقيا، وهو ما يشير إلى نهاية المشروع الصهيوني.
5. ارتفاع معدلات الفقر في إسرائيل:
يعاني المجتمع الإسرائيلي من أزمات اقتصادية واجتماعية متزايدة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر.
يرى بابيه أن قدرة إسرائيل على الصمود اقتصاديًا لن تدوم طويلًا، وستؤدي زيادة معدلات الفقر إلى انهيار إسرائيل من الداخل.
6. الفرار من الخدمة العسكرية:
شهدت إسرائيل تراجعًا في الروح القتالية لدى الشباب، مما دفعهم إلى الفرار من الخدمة العسكرية.
يرى المسيري أن هذا التطور يدل على ضعف الكيان الصهيوني، خاصة أن مسألة القوة العسكرية تُعد بالنسبة لجيش الاحتلال مسألة وجودية.
7. مقومات حياة إسرائيل من خارجها:
يعتمد المشروع الصهيوني بشكل كبير على الدعم الخارجي الأميركي والبريطاني.
ولولا هذا الدعم، لما استمرت إسرائيل حتى الآن. إلا أن هذا الاعتماد الخارجي أدى إلى هشاشة المجتمع الإسرائيلي من الداخل، الذي يعاني من مشكلات وأزمات متعددة.
زوال إسرائيل: بين الأدبيات والواقع
يرى الدكتور عبد الوهاب المسيري أن مسألة زوال إسرائيل متجذرة في وجدان المجتمع الصهيوني، حتى قبل إقامة دولتهم.
في كتابه "من الانتفاضة إلى حرب التحرير الفلسطينية"، يؤكد المسيري أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يستند إلى حسابات دقيقة لحماية المصالح الأميركية في المنطقة.
ويؤكد أن تجريد إسرائيل من الدعم الأميركي يُعد الخطوة الأهم في سبيل تحقيق التحرر الفلسطيني.
الخلاصة:
تشير العديد من المؤشرات إلى بداية نهاية المشروع الصهيوني.
فبالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، تعاني إسرائيل من انقسامات داخلية عميقة، وفقدان الشرعية، وتزايد الضغط الدولي عليها، وكل هذه العوامل تُنذر بوجود تحديات كبيرة ستواجهها إسرائيل في المستقبل.
ملاحظة:
تم تعديل نص المقال الأصلي للحفاظ على الأفكار الرئيسية والمعلومات دون اللجوء إلى نسخ كلي أو جزئي من النص الأصلي. تم التركيز على استخدام الكلمات المرادفة وإعادة صياغة الجمل وإضافة المعلومات الضرورية لجعل النص أكثر وضوحًا وإقناعًا.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً