«استنطاق الصامت» يختصر أبحاثاً طويلة في بضعة سطور
"استنطاق الصامت": رحلة فلسفية في عمق الفكر والوجود
مقدمة: صوت الصمت يتحدث
في كتابه الجديد "استنطاق الصامت: مفاتحات فلسفية في الاجتماع والدين والسياسة"، يقدم المفكر اللبناني مشير باسيل عون رحلة إلى عمق شخصيته وفكره ونظريته الفلسفية. يُعرّفنا باسيل، أستاذ الفلسفة الألمانية في الجامعة اللبنانية، على أفكاره ورؤيته الفلسفية عبر حوارات أجراها معه باحثون، محاولةً لفهم خلاصة أفكاره التي "استقرت في وعيي على تعاقب سنوات البحث الفلسفي والتعليم الجامعي والنضال الوجودي في جميع أبعاده".
الاستنطاق: رحلة في عمق الفكر
يسعى باسيل في كتابه إلى نقل أفكاره إلى القارئ بشكل مباشر، باستخدام لغته ونهجه ومفرداته. يَطلب من القارئ أن يُنحي أفكاره المسبقة جانباً، وأن يتخلى عن "أنظومته الدينية"، ليُنفتح على "الشرعة الحقوقية العالمية"، معتبرًا أن "حده مثل هذا التمييز يجعل الناس والمختلفين يرتاحون إلى المجالسة والمحاورة والمباحثة، وفي يقينهم أن التلاقي تسوده رغبة الاحترام الصادق المتبادل وتؤيده مشيئة التقابس المغني".
مفاتحات فلسفية: بين التعددية والتكاملية
يركز باسيل في كتابه على بعض القضايا الإنسانية، وربما أعسرها، محلياً وعالمياً، موضحاً أن "الفرق واضح بين الإفصاح عن الموقف الفلسفي العام، والدفاع عن بعض الأفكار الفلسفية في قضايا الوجود التاريخي، لا سيما في قرائن الاجتماع اللبناني والعربي".
يشدد باسيل على "تأصيل التعددية الكونية تأصيلاً فلسفياً"، معتمداً على "أنتروبولوجيا الماهية الإنسانية المشرعة"، التي "ترعي بالحياد المتعاطف اختبارات الإنسان من غير أن تسوغ له فرضها على الآخرين". ويُقدم باسيل مفهوم "العلمانية الهنية" كأفضل نظام حضاري يتيح للناس "صون اقتناعاتهم الإيمانية، ولكن من غير أن يفرضوا تفسيراتها القانونية وأحكامها التشريعية وتطبيقاتها المسلكية العملية في نطاق المجال العمومي المشترك".
خلاصة: نحو فلسفة للتعددية والسلام
يبني باسيل نظريته الفلسفية على ثلاثة أصول رئيسية:
- التسالمية الحضارية المقترنة بالتعددية الكونية.
- تكاملية القيم الإنسانية في تناولاتها التأويلية المتباينة.
- الحيادية الحاضنة في العلمانية الهنية.
يُؤكد باسيل على أن "العلمانية الهنية" تُتيح للناس "صون اقتناعاتهم الإيمانية"، في حين "تُتيح للناس أن يصونوا اقتناعاتهم الإيمانية، ولكن من غير أن يفرضوا تفسيراتها القانونية وأحكامها التشريعية وتطبيقاتها المسلكية العملية"، مُشدداً على ضرورة إيجاد مساحة مشتركة للجميع. يرى باسيل أن الفلسفة هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الوجودية، "بالرغم من المشهد المأساوي".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً