إسرائيل هي التي تقرر الأمور في الشرق الأوسط بينما تلعب أمريكا دوراً أقل
إسرائيل تقود دفة الأحداث في الشرق الأوسط بينما تلعب الولايات المتحدة دورًا هامشيًا
مع تراجع غبار الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، يعتقد المحللون والدبلوماسيون السابقون أن إسرائيل، للأفضل أو الأسوأ، هي التي تشكل مسار الأحداث في الشرق الأوسط. لقد تم تهميش الولايات المتحدة إلى دور ثانوي، بينما تقود حليفتها حروبًا على جبهات متعددة.
تغيير في توازن القوى
تُشير صحيفة نيويورك تايمز إلى تحول جذري في المشهد. لطالما اعتبرت الولايات المتحدة نفسها اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط، ساعيةً إلى تغيير مسار تاريخ المنطقة الصعب. لكن اليوم، بينما تشن إسرائيل هجمات ضد أعدائها - بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، وداعمهم إيران - يجد الرئيس بايدن نفوذه محدودًا للغاية. بدلاً من صنع السلام أو خوض حروب كبيرة، كما فعل أسلافه، يقوم الآن بالأساس بعمليات تنظيف دبلوماسية.
شريك صغير يتولى المسؤولية
يعتقد خبراء أن هدف نتنياهو هو استخدام زخم هجمات حماس في 7 أكتوبر (2023) لهزيمة أعداء إسرائيل في جميع المجالات. يُصف المدافعون عن إسرائيل هذا بأنه فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الجيل لإعادة تشكيل المشهد الخطير في المنطقة، بينما يقول المنتقدون إن إسرائيل تصعد الصراع دون خطة واضحة للمستقبل.
عجز أمريكا عن إحكام السيطرة
يؤكد المحللون أن المنافسين مثل الصين وروسيا يراقبون عجز الولايات المتحدة عن كبح جماح إسرائيل أو احتواء الصراع في الشرق الأوسط. قد يؤدي هذا إلى تعزيز عزم الرئيس فلاديمير بوتن على سحق أوكرانيا أو تشجيع الرئيس الصيني شي جين بينج على التحرك ضد تايوان. ومع ذلك، فإن الصراع الأوسع في المنطقة من شأنه أن يجذب الولايات المتحدة بشكل حتمي، حيث نشرت بالفعل سفنًا حربية في البحر الأبيض المتوسط لردع حزب الله وإيران، ونشرت قوات خاصة في إسرائيل لمساعدة في مطاردة الرهائن وقادة حماس، وساعدت إسرائيل في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
الانتخابات الأمريكية: إسرائيل في قلب التنافس
يُلاحظ أن الصراع في الشرق الأوسط يحدث خلال فترة من عدم اليقين السياسي الحاد في الولايات المتحدة. لقد جاءت الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل ضد إيران قبل عشرة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية التي تبدو متعادلة بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.
موقف ترامب: دعم قوي لإسرائيل
بالرغم من مشاكله السابقة مع نتنياهو، قدم ترامب دعمًا قويًا للحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان وحزب الله. وقال إنه إذا انتُخب، فإنه يتوقع بذل جهد لتوسيع اتفاقيات إبراهيم، التي تم من خلالها تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج أثناء إدارته.
مستقبل الصراع: خلفية قاتمة
يُشير المحللون إلى أن عجز بايدن عن إحراز تقدم يُعد فألاً قاتمًا. قد تسعى الولايات المتحدة إلى اتباع نهج متكامل، معالجة المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية، بالإضافة إلى العلاقات الإسرائيلية مع جيرانها العرب والمسلمين. ومع ذلك، يبقى التساؤل عما إذا كانت إسرائيل مستعدة حقًا لعملية سلام، أو إذا كانت ترغب في مواصلة الصراع في سبيل تحقيق أهدافها.
مستقبل غير مؤكد
يُلاحظ أن الصراع الحالي يختلف عن الصراعات السابقة بسبب وحشية هجمات حماس على إسرائيل، والتي صدمت السكان بشكل لم تفعله الحروب السابقة، وكذلك بسبب عدم اليقين في قيادة العديد من الدول الرئيسية، وليس فقط الولايات المتحدة. يبقى مستقبل الصراع غير مؤكد، وتحدّى حلّه من خلال الحوار الدبلوماسي.
مع ذلك، يُعَد هذا الصراع فرصة لتغيير جذري في الشرق الأوسط، إما نحو السلام والاستقرار، أو نحو مزيد من التوتر والعنف. يُحتم على جميع الأطراف التحلي بالحكمة والمسؤولية، سعيًا لتجنب مزيد من الدماء ومحاولة إيجاد حل سلمي ودائم للصراع.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً