"اقتصاد إطالة العمر".. كم يدفع مليارديرات العالم ليعيشوا أكثر؟
"اقتصاد إطالة العمر": بحث عن حياة أطول وأكثر صحة
في عالمٍ يشهد تزايدًا ملحوظًا في متوسط العمر المتوقع، برزت ظاهرة جديدة تُعرف بـ"اقتصاد إطالة العمر". يهتم هذا الاقتصاد بدراسة التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن طول العمر وشيخوخة السكان، وكيفية تأثيرها على مختلف جوانب الاقتصاد، مثل تكاليف الرعاية الصحية، وأنظمة التقاعد، وأسواق العمل، والإنتاجية الإجمالية.
النمو السكاني وكبار السن
شهد العالم تحولات ديموغرافية ملحوظة، حيث تجاوز عدد كبار السن في العالم عدد الأطفال لأول مرة في التاريخ. من المتوقع أن يشهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر خلال السنوات القادمة. يشكل هذا الواقع تحديات جديدة، لكنه أيضًا فرصة هائلة لاقتصادات العالم.
استثمار الأثرياء في إطالة العمر
تُظهر البيانات أن الأمريكيون، وخاصة من فئة الأثرياء، مُستعدون لإنفاق أموال كبيرة على علاجهم، والتقنيات التي تُساعد على إطالة عمرهم، حتى ولو كانت تجريبية وغير آمنة.
ويدفع مليارديرات العالم مبالغ ضخمة لتمويل أبحاث علمية و مشاريع متخصصة في مكافحة الشيخوخة، ومن بين الأسماء الكبيرة في هذا المجال مؤسس شركة أمازون "جيف بيزوس"، ومؤسسا غوغل "لاري بيج" و"سيرغي برين"، و المؤسس المشارك لشركة باي بال "بيتر ثيل"، و مؤسس أوراكل "لاري إليسون"، و مؤسس تسلا "إيلون ماسك".
التقنيات الحديثة في خدمة إطالة العمر
تُركز الشركات التي تُمولها هذه الأسماء الكبيرة على مشاريع متخصصة تُكلف مليارات الدولارات في مكافحة الشيخوخة، و تُشمل هذه المشاريع تقنيات متطورة مثل البرمجة الخلوية الجزئية، و زرع خلايا جذعية في المخ، و الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء أعضاء بشرية جديدة.
وتعمل شركات مثل غوغل كاليكو في طرق بديلة لتحقيق إعادة برمجة خلوية جزئية من دون استخدام عوامل يامانكا، وقد دخلت في شراكة مع عمالقة صناعة الأدوية لبحث و تجربة عقاقير جديدة في السوق تستهدف مكافحة الشيخوخة.
ويُعتقد على نطاق واسع بأن كاليكو تتبع نهج "البيانات الضخمة" للصحة من خلال جمع كميات هائلة من المعلومات عن المرضى، و تحليلها للمساعدة في تسريع الطريق إلى اكتشافات أدوية و علاجات تكافح الشيخوخة، و الأمراض المرتبطة بها.
وتعمل شركة "نيورا لينك" التي أسسها ماسك و تركز على "واجهات الدماغ-الآلة" (brain-machine interfaces) من أجل تحميل العقل البشري.
مُستقبل إطالة العمر: تحديات وأمل
مع تطور التقنيات و التقدم في مجال الأبحاث العلمية، يُصبح من المُحتمل أن نشهد تغيرات جوهرية في مستقبل العمر البشري.
لكن هناك أسئلة أخلاقية هامة تُثار بخصوص هذه التقنيات، مثل مسألة تحميل العقل البشري، و الآثار المُحتملة على هوية الفرد و وجوده.
يبقى مستقبل إطالة العمر مُغلقًا على الكثير من الأسئلة، لكن هناك أمل في أن تُساهم التقنيات و الأبحاث العلمية في تحسين جودة حياة الناس و إطالة عمرهم بصحة وعافية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً