أكاديمية المملكة تتذوق "الطبخ الأندلسي" .. مؤرخ: المطبخ يصنع الأخوة الحقيقية
رحلة في عالم المطبخ الأندلسي: تاريخ، ثقافة، وتأثيرات 🍲
تذوق المطبخ الأندلسي في أكاديمية المملكة المغربية
في يوم علمي مميز، نظّم كرسي الأندلس بأكاديمية المملكة المغربية في الرباط فعاليةً فريدةً حول المطبخ الأندلسي. جمعت هذه الفعالية خبراء من مختلف المجالات لدرس هذا التعبير الفنيّ الثريّ ودراسة تاريخه واستمراريته. تذوّق الطلبة الباحثون أطباقاً مميزة، واستكشفوا أبعادها الأنثروبولوجية، واستمعوا إلى شرحٍ مُفصلٍ حول كيفية استمرار هذه الوصفات وتطورها في المغرب وإسبانيا على مرّ العصور.
الطبخ الأندلسي: مزيجٌ ثقافيٌّ غنيّ
أكد عبد الواحد أكمير، مسؤول كرسي الأندلس، أن فنّ الطبخ في الأندلس مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالتطور الحضاريّ للمنطقة. وبيّن أن مصادر الطبخ الأندلسي تُعطي أهميةً للطب والتغذية، كما هو مُبين في مؤلفات ابن زهر وابن رزين من العصر الموحدي، الفترة الذهبية لتطور الطبخ الأندلسيّ، حيث كان المغرب والأندلس متحدين سياسياً وثقافياً.
تأثيرات متبادلة وتمازجٌ ثقافيّ
لم يقتصر تطور المطبخ الأندلسيّ على تأثيرات منطقة واحدة، بل تفاعل مع ثقافاتٍ متنوعة. فقد تأثرت الأندلس بالهجرات المُتكررة من المغرب، وعندما سقط الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية، هاجر الأندلسيون إلى المغرب. ونقل الإسبان لاحقاً الوصفات الأندلسية إلى العالم الجديد، مما جعل “الكسكس” مثلاً من الأطباق التقليدية في شمال البرازيل، بالإضافة إلى مناطق أخرى في أمريكا الجنوبية.
مطبخٌ هجينٌ غنيٌّ بالتأثيرات
يرى فرناندو رويدا، مؤرخ وباحث أنثروبولوجي متخصص في تاريخ المطبخ الأندلسي، أن “إسبانيا تحولت على مدى ثمانية قرون من الإسلام إلى مركز جذب لمختلف العلوم، مثل الرياضيات والفلك والطب.” وأشار إلى ظهور مفهوم متجذّر للمطبخ الأندلسيّ امتدّ إلى ما بعد سقوط غرناطة، وكون مطبخٌ هجينٌ نتيجة للتأثيرات المسيحية.
الطبخ: لغةٌ عالميةٌ 🌏
أكد المؤرخ أن “الأخوة الحقيقية لم تتكون في السياسة بل في المطبخ”، مُشيراً إلى أن “معرفة ما نأكل تُعرّفنا على التاريخ بشكل أفضل.” وتابع: “تعايش المطبخ المدجن بين المسلمين واليهود، ويصعب اليوم الجزم بأصول بعض الوصفات.” ويُبيّن أن معرفة أصول الطبخ تُساعدنا على فهم التاريخ والثقافة بشكل أفضل.
معرفةٌ تُورّث 🧬
ورغم طرد الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية والمحو الديني والثقافيّ الذي طال أثرهم، يقول المؤرخ إن بعض الوصفات استمرت، وذكر مصادر من القرن السابع عشر، التي تقدم وصفات أندلسية مثل “الباذنجان المحشي”، و”الدجاج الموريسكي”، و”كيفية تحضير الكسكس.”
تأثيراتٌ متبادلةٌ على المطبخ 🍴
وأشار إلى إمكانية رصد تغيير أسماء بعض الأطباق التي بقيت من الأندلس لكنها أصبحت تحمل أسماء مسيحية. فمثلاً “الزعلوك” و”الشكشوكة” أُضيفت لهما لحم الخنزير. و”الأسفيدة” أو “السفود”، حيث تُشوى اللحوم، مع التركيز في إسبانيا على لحم الخنزير المشوي.
مُستقبلٌ مشرقٌ للمطبخ الأندلسيّ 📈
يبقى المطبخ الأندلسيّ إرثاً ثقافياًّ غنيّاً مستحقّاً للحفاظ عليه والترويج له. فمن خلال استكشاف تاريخه وتأثيراته، نتمكن من فهم التفاعلات الثقافية والتاريخية الهامة في منطقة المغرب وإسبانيا وحتى أمريكا الجنوبية. ويمكن للأفراد من جميع الأجيال استكشاف هذا الإرث الثريّ من خلال التذوق والبحث في تاريخه وثقافته.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً