الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية "مملكة الألم" وأشعار لحظة غزة الطويلة
باولو فاليزيو: مملكة الألم واللحظات الشعرية لغزة
رواية شعرية ذات صبغة عالمية
تُعتبر رواية "مملكة الألم" للكاتب الإيطالي باولو فاليزيو (1939) من أهم الأعمال الأدبية التي تتسم بصبغة عالمية. وقد أصدر فاليزيو، الذي يُعتبر أحد أبرز أدباء إيطاليا المعاصرين، هذه الرواية في طبعتها الأولى عام 1983، وصدرت الطبعة الثانية مؤخراً، محددةً تعديلات طفيفة في بعض المقاطع.
تدور أحداث الرواية حول ثلاثة شخصيات لا يربط بينهم الكثير، وتُقدم فاليزيو من خلالهم مشاعرهم وصورهم الصادقة وعلاقاتهم المقتضبة. وتُعد "مملكة الألم" نتاجاً لسنوات الثمانينيات، حيث اتسم أسلوبها بأسلوب الحركة الطلائعية في الأدب.
الكاتب يتحدث عن "مملكة الألم" والتجربة الشعرية في ظلّ غزة
في مقابلة مع الكاتب، ناقشنا "مملكة الألم" وكيفية تعامل فاليزيو معها من منظور استشرافي تَزامن مع لحظة سياسية حاسمة في العالم خاصة في غزة. كما ناقشنا تأثير هذه اللحظة على المشهد الأدبي العالمي.
تعديلات "مملكة الألم" وتجربة إعادة الاكتشاف
أشار فاليزيو إلى أنّه وافق على إعادة نشر "مملكة الألم" في طبعتها الثانية كما هي تماما ، لكنه قام بإدخال تعديلات أسلوبية طفيفة لكنه فوجئ برفض الناشر لهذه التعديلات. وذكر فاليزيو أن هذه التجربة كانت مثيرة لأنها أعادت إلى ذهنه أن النص لم يُصبح قديمًا بل جديدًا ، حيث أصبح النص شعرياً ، وتحول من رواية إلى شعر داخل الرواية.
التجربة الروحية والكتابة التجريبية
في تعليقه على طبيعة الكتابة التجريبية، قال فاليزيو إنّه يؤمن ب"النثر المطلق" ، أي النثر المُحرر من كل قيد. وتُعتبر "مملكة الألم" من هذا النوع، حيث تُصبح الجملة السردية داخلها قصيدة تطفو على صفحة الرواية دون أن تكون قصيدة بحد ذاتها.
حوار فاليزيو حول الصوابية السياسية وحرية التعبير
تناول فاليزيو موضوع الصوابية السياسية في المشهد الغربي ، ووصفها بأنها "شكل من أشكال الدعاية والنزعة النضالية التي لها عواقب خيمة على الإنتاج الأدبي". وأشار إلى أن "الصوابية السياسية المبتذلة للمؤسسة الجامعية تحاول أن تُغلق أفواه الجميع بتعيين نساء في منصب عميدات". وأكد فاليزيو أن "الصوابية السياسية أدت إلى انقسام الطلاب في الجامعات الأمريكية" ، وختم مقولته بأن "التطورات المستقبلية يجب أن تفضي إلى حالة من الاحترام المتبادل وحرية التعبير".
شعر لحظة غزة
اختتم فاليزيو حديثه بمجموعة من قصائد قصيرة كتبها عن غزة، ووصفها بأنها "لحظات شعرية تعبّر عن ما يعتمل في صدري"، وقدم أربع قصائد لغزة في نسختها الأولى والتي لا زال تُنتظر النشر.
"عندما تتأرجح الرؤوس الصغيرة للورد في مزهريةٍ من الريح وتحت نظرة مُغشّاة تطلّ في هشاشة جماجم الأطفال، تكون هذه هي لحظة غزة."
"لا أحد يعرف متى تعود العطور قال صديق إنه يشتَمّ على نحو متقطّع من داخل خياشيمه رائحة نتن بيضاء شيء كالجير الذي يُلقى على الجثث الكثيرة. هلوسة شمية؟ أو واحدة من تلك الروائح التي تطلق عليها الأمهات رائحة الكدَر؟ لا، فهو مقتنع بوجود تلك الرائحة. لماذا؟ لأنها تأتي من بعيد فوق أشرعة الريح، على الجانب الآخر من المتوسط. لا أحد يعرف متى تعود العطور."
"كل إنسان هو وحيد في قلب الأرض
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً