الإمارات و«بريكس».. شراكة واعدة وتنمية شاملة
الإمارات و"بريكس".. شراكة واعدة وتنمية شاملة
شراكة استراتيجية بين الإمارات و"بريكس"
تتمتع الإمارات بعلاقات متنامية مع مجموعة دول "بريكس"، حيث تتطور أوجه التعاون بينهما في جميع المجالات. يَعِدُ هذا التطور بآفاق واعدة للشراكة الشاملة في المرحلة المقبلة، مما يخدم أولويات التنمية والازدهار لدى الطرفين. إن رغبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تعزيز مجالات التعاون الدولي مع مختلف المجموعات والتكتلات العالمية هي الدافع وراء هذه الشراكة، وذلك من أجل تحقيق مستقبل مستدام لجميع شعوب العالم.
بدأت عضوية دولة الإمارات في "بريكس" في بداية يناير 2024، بعد موافقة الدول المؤسسة للمجموعة الدولية: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا على انضمامها. تم التصديق على ذلك خلال فعاليات قمة المجموعة الـ15 التي عُقدت بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية في الفترة بين يومي 22 و24 أغسطس 2023.
وانضمت الإمارات في أكتوبر 2021 إلى بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة "بريكس" الذي تأسس في عام 2015 برأسمال قدره 100 مليار دولار. والهدف من هذا البنك هو حشد الموارد لإنشاء مشاريع للبنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول النامية والناشئة ودول المجموعة. وقد اعتبر مراقبون ومحللون الإمارات شريكًا طويل الأمد للمجموعة الدولية.
آفاق واعدة للتعاون بين الإمارات و"بريكس"
أكد خبير العلاقات الدولية، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، حمدي صالح، أن انضمام الإمارات إلى مجموعة دول "بريكس" كان إضافة قوية للمجموعة الدولية. تضم "بريكس" العديد من أهم وأبرز الاقتصادات الكبرى والواعدة في العالم، مما يجعل الإمارات شريكًا مهمًا لقوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا والهند. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الإمارات بشراكات مهمة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
ومع توسع مجموعة "بريكس" في بداية يناير من العام الحالي، بانضمام الإمارات ومصر والسعودية وإثيوبيا وإيران، أصبحت المجموعة تمثل نحو 45% من سكان العالم، و25% من الحجم الكلي للصادرات العالمية. يشكل الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء مجتمعة نحو 29% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستحوذ على أكثر من 16% من حجم التجارة العالمية، وتمتد أراضي دولها على 40% من مساحة الكرة الأرضية.
تقارب وتفاهم بين الإمارات و"بريكس"
من جانبه، اعتبر مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور محمد صادق إسماعيل، أن مساحة التقارب والتفاهم الكبيرة التي تجمع بين الإمارات والدول المؤسسة لمجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ستسهم في تعزيز أوجه التعاون بين الإمارات والمجموعة الدولية خلال السنوات القليلة المقبلة. إن وجود آفاق رحبة لتوسع أنشطة الشراكة الفاعلة بين الجانبين يدعم هذا التعاون.
ذكر إسماعيل أن الفترة المقبلة ستشهد دوراً إماراتياً فاعلاً ومؤثراً داخل أروقة مجموعة "بريكس"، وذلك انطلاقاً من الثقل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الذي تتمتع به الإمارات إقليميًا وعالميًا. وأضاف أن الإمارات ترتبط بعلاقات قوية ووثيقة بجميع دول مجموعة "بريكس"، سواء الدول المؤسسة أو الدول التي انضمت مؤخرًا للمجموعة الدولية مثل السعودية ومصر وإثيوبيا. يعكس هذا الأمر الآفاق الواعدة للشراكة الواسعة بين الإمارات ومجموعة "بريكس" خلال السنوات المقبلة.
فرصة استثنائية لتعميق الشراكة
شدد الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، ماركو مسعد، على أن الإمارات ومجموعة "بريكس" أمام فرصة استثنائية لتعميق شراكتهما خلال المرحلة المقبلة. يفتح هذا الأمر آفاقًا جديدة للتعاون وتعزيز العلاقات بين الجانبين عبر العديد من المشروعات الواعدة في مختلف المجالات.
وأشار مسعد إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد قوة عالمية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ودبلوماسياً. وفي الوقت نفسه، تمثل دول "بريكس" مجموعة من الاقتصادات الكبرى والواعدة، وبالتالي فإن كل طرف يستفيد من إمكانيات وقدرات الطرف الآخر. هذا الأمر يخدم المصالح المشتركة للطرفين، ويخلق آفاقًا اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة.
تعاون استراتيجي بين الإمارات و"بريكس"
أوضحت المحللة والأستاذة الجامعية التونسية، منال وسلاتي، أن هناك فرصاً واعدة لدعم وتطوير الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومجموعة "بريكس". يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما في العديد من المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية. من المتوقع أن يثمر هذا التعاون في المستقبل القريب عن مشاريع نوعية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار والابتكار.
وذكرت وسلاتي أن الإمارات تتمتع بموقع استراتيجي، وتمتلك بنية تحتية متقدمة وموارد وإمكانيات متطورة. هذا الأمر يجعلها قادرة على القيام بدور محوري في تعزيز التجارة البينية مع دول "بريكس". بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإمارات دعم المبادرات التنموية والاستثمارية التي تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام على المستوى العالمي.
وأضافت أن عضوية الإمارات الفاعلة داخل تكتل "بريكس" تعزز دورها الاستراتيجي في حركة التجارة العالمية. كما ترسخ تأثيرها الإيجابي في الاقتصاد العالمي، مما يجعلها شريكًا رئيسيًا في تعزيز أوجه التعاون الدولي. تعتبر الإمارات همزة وصل تربط بين مختلف أقاليم العالم شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا.
تُعد الإمارات من بين أهم الشركاء التجاريين لدول مجموعة "بريكس". يبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما نحو 93.2 مليار دولار سنوياً، أو ما يتجاوز 20% من قيمة التجارة غير النفطية للدولة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً