الانتخابات الأميركية 2024
الانتخابات الأميركية 2024: العرب والمسلمون بين ترامب وهاريس
حالة من عدم الارتياح والشكوك تسود الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً بعد أن أعلن الداعية الإسلامي بلال الزهيري عن دعمه للرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشار الزهيري في تجمع انتخابي بولاية ميتشغان إلى أن مرشح الحزب الديمقراطي يعِد بالسلام، بينما ترامب قادر على تحقيق ذلك. وشدد على ضرورة وقف نزيف الدماء في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مُعرباً عن إيمانه بأنّ الله أنقذ حياة ترامب لهدف نبيل، وهو إنقاذ حياة الآخرين.
تلقى الزهيري العديد من الانتقادات على موقفه هذا، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى انخفاض ثقة أعداد كبيرة من العرب والمسلمين تجاه مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، لا سيما في “ولايات العرب” التي تشهد كثافة سكانية عربية وإسلامية. ويُرجح البعض عدم قدرتها على إقناعهم بسبب قلة نشاطها في التعريف بنفسها وبرنامجها الانتخابي.
من جهة أخرى، يرى الدكتور عبد الحفيظ شرف، طبيب من ولاية ميتشغان، أن الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد بسبب سياسات الرئيس الحالي جو بايدن يُشكل عاملاً هاماً في ميله نحو إعادة انتخاب ترامب. فقد فشلت إدارة بايدن في حل مشكلة التضخم التي أضرت بالعديد من فئات الشعب، خاصةً ذوي الدخل المحدود. ويُشير إلى أنّ إدارة بايدن فشلت في حماية الحدود، مما أدى إلى دخول أعداد كبيرة من الخارجين عن القانون ومهربي المخدرات الذين يُهددون أمن واقتصاد البلاد.
تُشير بعض الأصوات إلى أنّ التضخم والضرائب والإصلاح الاقتصادي تُمثلُ القضايا الأساسية التي تُقلق المواطن الأميركي حالياً، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى ترامب كحلٍّ محتمل لإصلاح الاقتصاد وعلاج التضخم. رغم أنّ بعضهم لا يعتبره الخيار الأمثل، إلا أنّهم يُفضلونه على غيره في الوقت الحالي.
يُؤكد حاتم فريز، رئيس المركز الإسلامي بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا، على أنّ التوجه القوي للجالية الإسلامية في فلوريدا هو عدم ترشيح كامالا هاريس. ويُرجح أنّ الأصوات تتجه نحو ترامب أو جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر. ويُعتقد أن عدد الناخبين المسلمين الأميركيين المسجلين يتراوح بين 2.2 و2.5 مليون ناخب.
يعتقد البعض أنّ انقسام أصوات المسلمين بين ترامب وستاين لا يُعدّ تشتتًا، بل يُعبر عن حاجة إلى وجود حزب ثالث يُمكن أن يؤثر على المشهد السياسي في المستقبل. ويُؤكدون على ضرورة معاقبة الحزب الديمقراطي بسبب موقفه من الحرب على غزة وتجاهله للمسلمين.
لا يمكن تجاهل الأصوات العربية المسيحية في الانتخابات، خاصةً بعد أنّ غازل دونالد ترامب الأقباط في تغريدةٍ موجهة لهم. وأشاد بإيمانهم وقوتهم، مُعرباً عن رغبته في دعمهم.
يرى نبيل أسعد، مهاجر مصري مسيحي يعيش في أمريكا منذ ثلاث عقود، أنّ ترامب يُمثلُ خياراً أفضل لضمان أمن واقتصاد البلاد. ويُشير إلى أنّ أوضاع المواطنين الأميركيين صعبة للغاية، وأن العالم يقف على حافة الحرب، مما يُجعله أكثر ثقة بترامب من الديمقراطيين.
ختاماً، يبدو أنّ الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 ستشهد صراعات حادة بين الأحزاب، حيث سيسعى كلٌّ منهم إلى كسب تأييد مختلف الفئات المجتمعية، بما في ذلك العرب والمسلمين. وسيعتمد نجاح أيٍّ من المرشحين على قدرته على استقطاب أكبر عددٍ من الأصوات، وخلق وعودٍ جذابةٍ للفئات المستهدفة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً