«الأونروا» تدعو لـ «بضع ساعات» هدنة في شمال غزة

نداء ملح من الأونروا لهدنة إنسانية في شمال غزة وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع خلال فصل الشتاء

وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى هدنة مؤقتة في شمال القطاع لتسهيل خروج المدنيين من المناطق المتضررة.

وأكد فيليب لازاريني، مفوض عام الأونروا، على خطورة الوضع الإنساني، مشيراً إلى وجود جثث متناثرة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض. ودعا إلى هدنة فورية، ولو لساعات قليلة، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أماناً.

في الوقت نفسه، حذر هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، من أن فصل الشتاء قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني المدنيون في شمال غزة من النزوح المتكرر وعدم الاستقرار في منازلهم. وشدد على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين من الغذاء والدواء والمأوى.

تحذيرات من كارثة إنسانية وارتفاع حاد في معدلات الفقر

وتزامنت دعوات الأونروا مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل لبحث إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ودعا بلينكن إسرائيل خلال اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الصراع في غزة وتعزيز المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ومع ذلك، أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن الحرب على غزة ألحقت أضراراً هائلة بالاقتصاد الفلسطيني، وأدت إلى ارتفاع حاد في معدلات الفقر. وأشار تقرير مشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا إلى أن معدل الفقر في الأراضي الفلسطينية قد يصل إلى 74.3% هذا العام، مما يؤثر على حياة ملايين الأشخاص.

مخاطر متزايدة تهدد حياة المدنيين

وتشير الأرقام إلى أن عدد الفقراء في غزة والضفة الغربية قد يرتفع إلى 4.1 مليون شخص، من بينهم 2.61 مليون شخص صنفوا فقراء حديثاً. وحذرت التقارير من أن الحرب أدت إلى تدمير البنية التحتية في غزة وقلصت بشكل كبير قدرة السكان على الحصول على السلع والخدمات الأساسية.

دعوات ملحة لإنهاء المعاناة

وسط هذه الأوضاع، تزداد الحاجة إلى إيجاد حل سريع للصراع وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة. وتتطلب تلك الخطوة تعاونًا دولياً عاجلاً لتقديم المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان حقهم في العودة إلى ديارهم بأمان.