الخروج من أزمة السيولة في الصيدلية المركزية يتطلب حلولا جذرية كرفع الدعم عن الأدوية المستوردة التي لها مثيل في تونس (الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية)
أزمة سيولة في الصيدلية المركزية: تحديات وإصلاحات 💡
التحديات الرئيسية:
تعاني الصيدلية المركزية في تونس من أزمة سيولة حادة، يرجع سببها إلى ارتفاع مديونية الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام) والمستشفيات العمومية. تبلغ قيمة هذه المديونية نحو 1.1 مليار دينار، موزعة بالتساوي تقريبًا بينهما. وقد أدت هذه الأزمة إلى صعوبات في سداد ديون الصيدلية تجاه المخابر الدولية، حيث تتراوح مدة التأخير في صرف وتسديد مستحقات تلك المخابر بين 12 و13 شهرا.
تأثير أزمة السيولة على توافر الأدوية:
أدت أزمة السيولة إلى خفض مخزون بعض الأدوية المستوردة، وخاصة تلك التي لا تعتبر "حياتية". وتضطر الصيدلية المركزية للتمديد في آجال خلاص المزودين الأجانب، ما قد يؤدي إلى تقليص كميات الأدوية الموردة. كما يمنعها النقص في السيولة من قبول إدراج أدوية باهظة الثمن، حتى لو كانت مشمولة بالتأمين، لأن كلفة بعض الأدوية تتجاوز الميزانيات المتاحة للصيدلية المركزية.
الحلول المقترحة:
تتطلب معالجة أزمة السيولة في الصيدلية المركزية اتخاذ حلول جذرية، منها:
- مراجعة منظومة الدعم: يُقترح التركيز على دعم الأدوية الحياتية الموردة التي ليس لها مثيل مصنوع في تونس، والتخلي عن دعم الأدوية التي لها مثيل في تونس.
- ترشيد استهلاك الأدوية في المستشفيات: يُمكن تحسين الطريقة التي يتم بها التصرف في الأدوية في المستشفيات العمومية، ويمكن الاستفادة من تجربة مستشفى الحبيب ثامر، الذي نجح في ترشيد استهلاك الأدوية بنسبة تقارب 50 بالمائة.
- حوكمة التعاملات مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض: يُمكن إيجاد إطار تعقيدي بين الصيدلية المركزية و "الكنام" لضمان سداد مستحقات الصيدلية بشكل واضح ومنتظم.
- تشجيع صناعة الأدوية التونسية: يُمكن تشجيع صناعة الأدوية في تونس ونحفيز الأطباء والمواطنين التونسيين على استهلاك الأدوية التي لها جنيس في تونس.
- تحسين طرق المفاوضات المباشرة: يمكن تحسين طرق المفاوضات المباشرة لشراء الأدوية مع المخابر الدولية، التي تأتي خارج طلبات عروض.
- رفع الدعم عن الأدوية التي لها مثيل مصنوع في تونس: يُمكن التوجه لرفع الدعم عن هذه الأدوية ليكون بديلاً لإعقاء الصيدلية المركزية من المعاليم والأداءات، الذي يُقترح في مشروع قانون المالية لسنة 2025.
دور صناعة الأدوية في تونس:
تعتبر صناعة الأدوية في تونس من القطاعات الواعدة، لكن يجب مزيد تشجيع صناعة الأدوية الحديثة وصناعة اللقاحات لِتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية واكتساح الأسواق الخارجية، خاصة السوق الإفريقية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً