الذكاء الاصطناعي بطلاً روائياً
الذكاء الاصطناعي بطلاً روائياً: رحلة في "فضاء البنفسج"
في عالم غامض ومُشوش، يقف الإنسان على حافة الهاوية
تدور أحداث رواية "فضاء البنفسج" للكاتب المصري عبد الرحمن عاطف في عالم مُستقبلي مُشوش. يجمع هذا العالم بين البشر الذين نجَوا من كارثة نووية، وكيانات ذكية اصطناعية، وكائنات مُحسنة ميكانيكياً. يواجه هؤلاء الكائنات مصيراً كارثياً جديداً يدفعهم للبحث عن كوكب جديد للعيش عليه، بعد اكتشاف اقتراب كارثة كونية.
تُركز الرواية على مصير ثلاثة شخصيات رئيسية بينما يحاولون التكيف مع هذا الواقع المجهول. يصور المؤلف كيف أن التطور العلمي في مجالات الطب الحيوي، الميكانيكا، الهندسة الجينية، والمعلوماتية قد أوجد عالماً يُشبه "الديستوبيا". في هذا العالم، يبدو الإنسان قابلاً للتفكيك وكأنه مجرد قطع غيار ميكانيكية. يتم رقمنة وعيه وتطويعه بيولوجياً ليتم تجميده وحفظه لسنوات في مرحلة معملية تُسمى "السُبات".
التقنية تُسيطر على الذاكرة، بينما يُصبح الإنسان مجرد رقم
بعد إعادة تجهيز البشر لحياة جديدة، يتم تبديل شرائح ذاكرتهم. تُصبح الذاكرة الذاتية للإنسان، بما تحمله من مشاعر، عديمة القيمة وتُزرع في أجساد أخرى. هذه المفارقة تجعل الإنسان خاضعاً للآلة وتطبيقاتها، وليس العكس.
يُسلط المؤلف الضوء على حالة الاغتراب الجمعي التي تُخيم على أجواء الرواية. يُصبح البشر متصلين عبر تقنيات ودوائر كهربائية، ويُظهر التباين بين التقدم العلمي والرقمية الباذخة، وبين سيادة أوضاع مُشابهة للعصور الوسطى في ظُلمتها.
الذكاء الاصطناعي المُسيطر
يتم تقسيم المواطنين إلى طبقات متدرجة وفقاً لنظام هرمي جيني. يجد بطل الرواية نفسه مصنفاً في الطبقة الأدنى، "غاما"، ويُجبر على العمل في آلة ضخمة دون فهم الأسباب. تُصبح قيم الجدارة، والأحلام، والتنافسية، والعدالة مُشوشة في هذا المجتمع.
يُصبح تقييم الإنسان رهن تقييم الذكاء الاصطناعي له.فكل قول وفعل يُحَلَل من خلال نقاط رقمية، ليُصبح كل شخص مجرد رقم.
رحلة بحث عن أمل
تُستخدم تقنية تعدد الأصوات للتعرف على واقع الاغتراب.يتفاعل أبطال الرواية البشريين مع آلات الذكاء الاصطناعي، ويُصبحون مُعتمدين على التقنيات في جميع جوانب حياتهم.
يُقرر أبطال الرواية الخوض في رحلة خارج كوكب الأرض، بحثاً عن فرصة جديدة للحياة، مع اقتراب "انطفاء الشمس".تُسلط الرواية الضوء على علاقة الإنسان بالمكان في عصر الرقمنة، وكيف أن "الوهم" يمكنه توفير كل شيء.
تُثير الرواية تساؤلات حول مصير البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي، وتُثير مخاوفنا من تحول الإنسان إلى مجرد أرقام وشرائح.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً