الرواية على الشاشة... ترجمة بثلاثة أنواع
الرواية على الشاشة... ترجمة بثلاثة أنواع
ما هي الكلمة المناسبة لوصف تحويل الرواية إلى سيناريو؟
تُثير هذه المسألة جدلاً واسعاً بين الأكاديميين والسينمائيين، خاصةً عندما نتحدث عن تحويل الرواية إلى فيلم. البعض يُطلق عليها “نقل” أو “تكييف”، بينما يفضل البعض الآخر “تحويل”. لكنّي أرى أن “ترجمة” هي الكلمة الأكثر دقة، كما تقول الدكتورة ليندا كوستانزو كيْر في كتابها “الأدب في الفيلم... نظرية ومقاربات تطبيقية”.
صقل مهارات الفهم والتذوق والتعبير
تهدف كيْر من خلال كتابها إلى صقل مهارات فهم وتذوق الأفلام، خاصةً تلك المبنية على نصوص أدبية. وتشرح أن هدفها هو تعميق المعرفة السينمائية والأدبية لدى القراء، مما يُساهم في تعميق تجربة المشاهدة. ولتحقيق ذلك، تُقدم كيْر إطارًا نظريًا يُساعد في فهم العلاقة المعقدة بين الأجناس الأدبية والأفلام المبنية عليها.
ترجمة لا تكييف
تُؤكد كيْر أن الخطوة الأولى لفهم فيلم مُبني على نص أدبي هي اعتباره ترجمة، وليس تكييف. تُوضّح الفرق بينهما، حيث أن التكييف يعني تغيير بنية أو وظيفة شيء ما لجعله أكثر ملاءمةً لبيئة جديدة. بينما، ترجمة الرواية إلى فيلم تعني نقلها من لغة إلى أخرى، وهي عملية لغوية وليست عملية تكيف.
وتُضيف أن الترجمة تُنتج نصًا جديدًا مُستقلًا عن النص الأصلي. يمكننا مُشاهدة وتذوق الترجمة دون الحاجة إلى قراءة النص المصدر. وبالنظر إلى الأفلام المُترجمة عن نصوص أدبية، نرى صانعي الأفلام كمترجمين ينقلون لغة الأدب إلى لغة السينما.
3 ترجمات سينمائية لنص واحد
تُشير كيْر إلى ثلاثة أنواع من الترجمة السينمائية:
- الترجمة الحرفية: إعادة إنتاج حبكة النص الأصلي بكل تفاصيلها.
- الترجمة التقليدية: الحفاظ على السمات العامة للنص الأدبي مثل الحبكة وعنصري الزمان والمكان، مع بعض التجديدات في التفاصيل.
- الترجمة الراديكالية: إعادة تشكيل النص بطرق متطرفة وثورية لجعل الفيلم عملًا مُستقلًا.
وجوه “موبي ديك” الثلاثة
تُقدم كيْر دراسة حالة لثلاث ترجمات سينمائية لرواية هرمان مليفل “موبي ديك” (1851) لتوّضح اختلاف أنواع الترجمة:
- الترجمة الحرفية: فيلم “موبي ديك” (1956) للمخرج جون هيوستن. تُركز هذه الترجمة على إعادة إنتاج النص الأصلي بكل تفاصيله، مما يُشبه نسخة “فاكسيميلي” للرواية.
- الترجمة التقليدية: فيلم “موبي ديك” (1998) للمخرج فرانك رودام. تُركز هذه الترجمة على الحفاظ على الحبكة والزمان والمكان، مع إجراء بعض التعديلات في التفاصيل.
- الترجمة الراديكالية: فيلم “وحش البحر” (1926) للمخرج ميلارد ويب. تُركز هذه الترجمة على إعادة صياغة وتشكيل النص سينمائياً بطريقة جريئة ومُختلفة.
خاتمة
تُعدّ نظرية ليندا كوستانزو كيْر عن الترجمة السينمائية للأدب نظرية مُقنعة، فهي تُسلط الضوء على أهمية فهم أنواع الترجمة السينمائية ونوعها لِما قد يترتب على ذلك من تأثير على تقييم الفيلم.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً