السلطات تتستر على الخطر: هواء ملوث في مدن الاتحاد الأوروبي!
السلطات تُخفي الحقيقة: تلوث هواء خطير في مدن الاتحاد الأوروبي!
تلوث هواء مُخفي تحت غطاء الكذب
تُظهر صور العاصمة البلغارية صوفيا من قمم جبال فيتوشا منظرًا جميلاً لمدينةٍ تقع في سهلٍ واسعٍ عند سفح الجبال. ولكن، في الواقع، تختفي المدينة غالبًا تحت غطاءٍ كثيفٍ من الضباب الدخاني، بسبب آلاف المركبات القديمة التي تعمل بالديزل وتُطلق كمياتٍ هائلةً من العوادم الملوثة والسامة. وتُضاف إلى ذلك في فصل الشتاء كمياتٌ كبيرةٌ من الدخان المنبعث من مواقد التدفئة، التي تُحرق فيها الفحم وأحيانًا حتى النفايات.
تُصنف صوفيا كواحدةٍ من أسوأ المدن الأوروبية من ناحية تلوث الهواء. ولكن، وبشكلٍ مُدهش، تُظهر القياسات الرسمية لنسبة أكسيد النيتروجين السام (NO₂) أنها غالبًا ما تكون أقل من الحد الأقصى الذي يحدده الاتحاد الأوروبي بمقدار 40 ميكروغراماً لكل متر مكعب من الهواء. فهل تُشير هذه القياسات الرسمية إلى حقيقة الوضع؟
حقيقة تُخفى تحت ستار الكذب
كشف تقرير صادر عن منظمة البيئة البلغارية "زا زيمياتا" في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2024، عن حقيقة مخيفة: تُجرى قياسات جودة الهواء في صوفيا في مواقع لا تعكس الواقع الحقيقي للتلوث. على سبيل المثال، تُوجد محطة قياس رسمية في حديقة خلف الأشجار، على بعد 65 متراً من شارعٍ رئيسي، ما يُقدم بياناتٍ مُضللةً عن واقع تلوث الهواء في المدينة.
وكشف قياسات المنظمة على الطرق والشوارع المزدحمة عن مستويات تلوثٍ تقارب الضعف عن القيم الرسمية، ما يؤكد أن السلطات تتعمد إخفاء حجم تلوث الهواء. وتُشير المنظمة إلى أن التستر على تلوث الهواء من قبل السلطات "يقترب من كونه جريمةً في مجال الصحة العامة."
تلاعب مُتواصل: تلوث هواء مُخفي في عدة دول أوروبية
ليست صوفيا وحدها التي تعاني من هذا التعتيم، حيث يتم التلاعب بحجم تلوث الهواء في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك بلغاريا، هنغاريا، التشيك، سلوفاكيا، كوسوفو، ورومانيا. أظهرت قياسات سبع منظمات بيئية في 64 موقعًا إضافياً، أن مستويات تلوث الهواء أعلى بكثير من تلك التي تدّعيها السلطات. في 55 موقعًا، تجاوزت تركيزات NO₂ بشكلٍ واضحٍ الحد الأقصى السنوي الذي أقره الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 14 عاماً، والبالغ 40 ميكروغراماً لكل متر مكعب.
سيارات الديزل القديمة: مصدر رئيسي للتلوث
تُشير الدراسة إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين تأتي بشكلٍ أساسيٍ من سيارات الديزل التي تفتقر إلى أجهزة تنقية كافية. فقد تلاعب مصنعو السيارات بالقيم لفتراتٍ طويلة، وظهر ذلك علنًا في فضيحة الديزل منذ عام 2015.
في الواقع، السيارات التي بُيعت كسياراتٍ جديدةٍ حتى عام 2020 لا تلتزم بمعايير الاتحاد الأوروبي للحد من الانبعاثات على الطرقات الأوروبية ولم يتم تحديثها من قبل المصنعين. تُنتج سيارات الديزل القديمة في المتوسط حوالي خمسة أضعاف مستويات ثاني أكسيد النيتروجين المحددة من قبل الاتحاد الأوروبي.
مخاطر تلوث الهواء على الصحة
يُعدّ أكسيد النيتروجين غازاً ساماً مهيجاً يمكن أن يُسبب أضرارًا لخلايا الرئة وأعضاء أخرى، ويؤدي إلى عمليات التهابية في الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية، وقد يُسبب أيضًا مرض السكري.
جهود لمُحاربة تلوث الهواء
للحفاظ على صحة السكان، تُحدد حدود قصوى لتركيز أكسيد النيتروجين في الهواء. توصي منظمة الصحة العالمية منذ عام 2021 بحد أقصى قدره عشرة ميكروغرامات من NO₂ لكل متر مكعب من الهواء، بينما يُفترض أن يتم الالتزام بالحد القانوني في الاتحاد الأوروبي (40 ميكروغراماً لكل متر مكعب) منذ عام 2010.
مسؤولية دول الاتحاد الأوروبي
تُحمّل المفوضية الأوروبية دول الاتحاد الأوروبي مسؤولية دقة النتائج، مُؤكدةً على وجود الوسائل اللازمة لمعالجة المشكلة. ولكن، تُشير منظمات البيئة إلى أن السلطات في بعض الدول تُظهر تجاهلاً كبيرًا لهذه القضية، ما يُثير قلقًا كبيرًا حول مستقبل الصحة العامة في هذه الدول.
مطالب بتحديث سيارات الديزل
تُشكل محاكمات تحديث سيارات الديزل في ألمانيا فرصةً هامةً للضغط على المصنعين لتحديث سيارات الديزل القديمة وتقليل انبعاثات الملوثات. وتُطالب منظمات البيئة بمنع تصدير هذه السيارات للخارج، وذلك لضمان عدم نقل مشكلة تلوث الهواء إلى دول أخرى.
مستقبل مجهول
لا تزال هناك تحديات كبيرة في مواجهة تلوث الهواء في الاتحاد الأوروبي. يُطالب المواطنون بمعرفة الحقيقة، وتحمل السلطات مسؤوليتها في حماية صحة الناس، وإيجاد حلول فعالة لتقليل تلوث الهواء. فهل تُقدم الحكومات الأوروبية حلولًا حقيقيةً، أم أنها ستستمر في إخفاء الحقيقة؟
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً