السلطة الفلسطينية تشن حملة "القبضة الحديدية" في طوباس وسط ضغوط داخلية واشتباكات مع المسلحين
حملة "القبضة الحديدية" في طوباس: السلطة الفلسطينية تُفرض سيطرتها وسط تحديات متزايدة
تشن السلطة الفلسطينية حملة لفرض النظام في طوباس وسط تحديات متزايدة
شهدت مدينة طوباس الفلسطينية حملة أمنية واسعة النطاق شنتها السلطة الفلسطينية لفرض سيطرتها على المدينة، بعد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة. وأطلق على هذه الحملة اسم "القبضة الحديدية"، حيث تم استخدام القوة العسكرية بشكل كبير للقضاء على الفوضى وعدم النظام.
دوافع الحملة وأهدافها
تعد هذه الحملة استجابة لعدة عوامل، منها:
- زيادة نفوذ الجماعات المسلحة: كانت طوباس تُعاني من انتشار الفوضى وعدم النظام، مع وجود جماعات مسلحة تتحدى سيادة السلطة الفلسطينية، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن في المدينة.
- ضغوط داخلية وخارجية: أدت حادثة زرع قنبلة قرب مدرسة إلى زيادة الضغط على السلطة الفلسطينية لفرض الأمن في المدينة. إضافة إلى ذلك، كانت هناك ضغوط دولية من الدول المانحة، التي كانت قلقة من تراجع نفوذ السلطة في الشمال.
- تطلعات أمريكية لتوحيد الضفة وغزة: تسعى الولايات المتحدة إلى توحيد الضفة الغربية وغزة تحت سلطة فلسطينية واحدة، وتعتبر الحملة في طوباس جزءاً من جهود تعزيز سيطرة السلطة الفلسطينية قبل تحقيق هذا الهدف.
مواجهات عنيفة وإجراءات أمنية مشددة
شهدت الحملة مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الفلسطينية والمسلحين، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والقنابل. وأدت الحملة إلى إصابة اثنين من عناصر الأمن الفلسطيني واعتقال عدد من أعضاء "كتيبة طوباس" المسلحة، التي تهيمن عليها حركة الجهاد الإسلامي.
ردود فعل متباينة على الحملة
أثارت الحملة ردود فعل متباينة من قبل مختلف الأطراف:
- حركة الجهاد الإسلامي: أدانت الحركة الحملة، معتبرةً أنها تستهدف القضاء على الفصائل التي تواجه إسرائيل.
- الدول المانحة: حظيت الحملة بتأييد بعض الدول المانحة، التي كانت قلقة من تراجع نفوذ السلطة في الشمال.
- الخبير في الشؤون الفلسطينية غيث العمري: يرى العمري أن الحملة تمثل خطوة لإثبات قدرة السلطة على فرض النظام بالضفة الغربية، لكنها تأتي أيضًا كاستجابة للانتقادات المتزايدة حول ضعف سيطرتها.
تحديات مستقبلية أمام السلطة الفلسطينية
تُثير حملة طوباس تساؤلات حول مستقبل السلطة في غزة بعد الحرب، خاصة مع سعي الولايات المتحدة لتوحيد الضفة الغربية وغزة تحت إدارة فلسطينية واحدة. وتواجه هذه التطلعات تحديات كبيرة، مثل:
- انخفاض شعبية الرئيس عباس: تشير استطلاعات الرأي إلى أن 89% من الفلسطينيين بالضفة يطالبون باستقالة الرئيس عباس.
- تفوق شعبية حماس على فتح: تتمتع حركة حماس بشعبية أكبر من حركة فتح، مما يزيد من صعوبة توحيد الضفة وغزة تحت إدارة فلسطينية واحدة.
الخلاصة
تُظهر حملة "القبضة الحديدية" في طوباس جهود السلطة الفلسطينية لفرض النظام في الضفة الغربية، وسط تحديات متزايدة تتعلق بضعف نفوذها، وتطلعات أمريكية لتوحيد الضفة وغزة، وشعبية حماس المتزايدة. وستكون قدرة السلطة على احتواء الفصائل المسلحة، وتعزيز شرعيتها ومصداقيتها أمام الشارع الفلسطيني، هي العوامل الرئيسية التي ستحدد مصيرها في الفترة المقبلة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً