السويني يفكك رسائل الدخول السياسي .. الملك محمد السادس يقدم رؤية شاملة
"قلة وجدية الكلام": رؤية شاملة للملك محمد السادس لسياسة المغرب
نهج "قلة وجدية الكلام" في التواصل السياسي
يشير الدكتور المنتصر السويني، باحث في العلوم السياسية والمالية العامة، إلى أن المؤسسة الملكية في عهد الملك محمد السادس اعتمدت إستراتيجية "قلة وجدية الكلام" كنهجٍ رائدٍ في التواصل السياسي. وتبرز فعالية هذه الإستراتيجية من خلال التركيز على تزامن الخطاب الملكي في افتتاح السنة التشريعية مع ترؤس الملك اجتماع المجلس الوزاري. وهذا التزامن يُساهم في تحديد الأهداف السياسية الكبرى ووسائل تنفيذها.
ربط القول بالفعـل: استجابة للانتظارات الشعبية
يرى السويني أن الربط بين القول والفعل في إطار خطابات الملك يعكس استجابةً واضحةً للانتظارات الشعبية. ويُعزز من فاعلية النظام الملكي في استيعاب التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتُركز الخطابات الملكية على وحدة المغاربة وتعزيز القضايا الوطنية، خاصة قضية الصحراء. وتُعد قضية الصحراء موضوعاً موحداً يُجمع بين جميع فئات المجتمع.
تعزيز اللحمة الوطنية: الانتقال من المصالح الفئوية إلى المصلحة العامة
من خلال مخاطبة الشعب بشكل مباشر، يسعى الملك محمد السادس إلى تعزيز اللحمة الوطنية وتقوية التماسك الاجتماعي في وجه التحديات المختلفة. ويُهدف هذا التوجه إلى الانتقال من التركيز على المصالح الفئوية إلى تبني رؤية شاملة تُعزز من المصلحة العامة.
خطاب الملك وترسيخ فعالية نظام اتخاذ القرار الإستراتيجي
- اختارت المؤسسة الملكية توجيه الخطاب الملكي من داخل مربع الملك باعتباره رئيس الدولة.
- يُعزز هذا المربع قوة القرار ويُشير إلى رأس هرم الدولة الذي يوجه ويقرر.
- ترتكز المؤسسة الملكية على ضرورة خلق أفقٍ جديدٍ وهدفٍ جديدٍ يُعطي للقرار بعداً مرتبطاً بالتغيير والتحديث.
- وتؤكد المؤسسة الملكية على ضرورة قياس القرار بمدى فعاليته ونتائجه على أرض الواقع.
- وتُؤكد على صحة مقولة "السلطة المركزية يجب أن تكون قوية وفعالة".
خطاب الملك وترسيخ قاعدة أن المغرب يكبر من خلال الحديث الموجه إلى كل المغاربة
- يُؤكد الخطاب الملكي على قوة المغرب التي تكبر وتترسخ أكثر في اللحظات التي يتم الحديث فيها إلى كل المغاربة.
- حديث الخطاب الملكي عن الإنجازات المرتبطة بقضية الصحراء يُهدف إلى إعادة المغاربة إلى مربع القضايا الجامعة والقضايا الوطنية التي تُوحد التماسك الاجتماعي والتماسك الوطني.
- مُخاطبة المؤسسة الملكية للشعب السيد تُهدف إلى ترسيخ وتعزيز لحمة التضامن والوحدة الوطنية، لأنها الوحيدة التي تصنع قوة الوطن.
خطاب الملك وترسيخ خطاب العقل والقوة الهادئة
- جاء الخطاب الملكي في افتتاح الدورة الخريفية في ظرفية دولية خطيرة تتميز بالحروب والمواجهات.
- وتؤكد المؤسسة الملكية على اختيارها للتعامل مع متطلبات تعزيز السيادة المغربية من داخل مربع العقل، وأنها تنتمي إلى معسكر العقل وتمتلك أجندةً تنتمي إلى منظومة السياسة الهادئة والمعتمدة على الأفكار.
ثنائية الخطاب الملكي واجتماع المجلس الوزاري تجيب عن السؤال الأساسي في السياسية: أين نتجه؟ وما هو الهدف؟
- يُؤكد الباحث في علم السياسة ورئيس مركز دراسات الحياة السياسية الفرنسية رونالد كايرون على ضرورة تحديد اتجاه القائد وطريقه وهدفه.
- يحسب للعقل الدستوري المغربي من خلال دسترة خطاب افتتاح السنة التشريعية، وكذلك من خلال دسترة التوجهات العامة لمشروع قانون المالية، العمل على دسترة الأهداف السياسية الكبرى والوسائل التقنية المتعلقة بتنفيذ هذه الأهداف.
- ترتكز "ثلاثية التدبير الذهبية" على الربط بين الوسائل والأهداف والنتائج، مما يُمكن المغرب من امتلاك رؤية واقعية وفعالة.
الخلاصة: نجاح المغرب في خلق توافقٍ بين الأزمنة الثلاثة
- الوضوح والجدية في تحديد الأهداف والتصورات السياسية الكبرى، وكذلك الوسائل التقنية واللوجستيكية المرتبطة بتنفيذ هذه التصورات، يُرسخ التفاؤل المرتبط بزمان الدخول السياسي والاجتماعي والمالي.
- يتمحور السؤال الأساسي حول قدرة الحكومة والإدارة وباقي المؤسسات على النجاح في التنفيذ.
- تُركز المؤسسات على "الجيد في التفاصيل" لتحقيق التنفيذ الجيد.
- يسعى المغرب إلى النجاح في خلق التوافق والانسجام بين الأزمنة الثلاثة: زمن القول، وزمن تحديد الوسائل، وزمن الانتظارات الشعبية.
- تتحمل المؤسسات المرتبطة بالتنفيذ ثقل النجاح في ربط هذه الأزمنة.
- ويتمناها الشعب المغربي نجاح هذه المؤسسات في رفع التحدي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً