الشاي أم القهوة: أيهما الصديق الأفضل للبيئة؟
الشاي أم القهوة: أيٌّهما أكثر ملاءمة للبيئة؟
اختيار مشروبك المفضل مع مراعاة البيئة
لا يُمكن لمعظمنا تخيل بدء يومنا دون كوب من مشروبنا المفضل الغني بالكافيين، سواء كان الشاي أو القهوة. يُعدّ الشاي ثاني أكثر المشروبات استهلاكاً بعد الماء، وتأتي القهوة في المركز الثالث. نحن نشرب مليارات الأكواب من هذه المشروبات يوميًا. ومع تزايد الطلب على الشاي والقهوة، يتم زراعتهما بشكل مكثّف ومعالجتهما وتعبئتهما وشحنهما حول العالم، مما يؤثر على البيئة بشكل ملحوظ.
تاريخ الشاي والقهوة: من إثيوبيا والصين إلى العالم
تعود أصول القهوة إلى إثيوبيا في القرن التاسع، حيث تقول الأسطورة إن راعي ماعز يُدعى "كالدي" اكتشف تأثيرها المنشط بطريقة غير متعمدة. انتشرت زراعة القهوة من إثيوبيا إلى شبه الجزيرة العربية، حيث تمّ زراعتها لأول مرة في اليمن. كانت القهوة تُزرع هناك منذ القرن الخامس عشر، وقد لعبت دورًا هامًا في الثقافة اليمنية والاجتماعية، ثم انتشرت قهوة "أرابيكا" حول العالم.
أما الشاي، فيُعتقد أنّ أصله يعود إلى الصين، حيث تم اكتشافه في حوالي عام 2737 قبل الميلاد. وفقًا للأسطورة، قام الإمبراطور "شين نونغ" بتجربة الشاي عندما سقطت أوراق من شجرة الشاي في وعاء من الماء المغلي أثناء رحلته. لاحظ أنّ الماء اكتسب طعمًا ورائحة مميزة، مما دفعه لشربه والاستمتاع بطعمه.
تأثير الشاي والقهوة على البيئة
منذ القرن السابع عشر، انتشر الشاي والقهوة على نطاق واسع حول العالم وأصبحا من السلع الرئيسية التي ساهمت في التوسع الإمبراطوري آنذاك. تمّ استغلال الأراضي لزراعتهما، مما ترك أثرًا بيئيًا مستمرًا حتى يومنا هذا.
يتوقف الأثر البيئي للشاي والقهوة على العديد من العوامل، بدءًا من الزراعة والمعالجة وصولًا إلى النقل والنفايات. من أبرز هذه العوامل استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية والري المكثّف، بالإضافة إلى قطع الغابات لتوسيع المزارع. تشكل هذه الممارسات تهديدًا بيئيًا كبيرًا، خاصةً لزراعة القهوة التي تُساهم في فقدان مساحات واسعة من الغابات سنويًا.
الشاي أم القهوة: أيّهما أفضل للبيئة؟
على الرغم من تعقيدات المقارنة بين كيلوغرام واحد من الشاي وكيلوغرام واحد من القهوة، تُظهر الدراسات أنّ كوب الشاي لديه بصمة كربونية أقل من كوب القهوة. يرجع ذلك إلى استخدام كمية أقل من المنتج لكل كوب. بالإضافة إلى ذلك، تُزيد إضافة الحليب من الأثر البيئي، خاصةً بالنسبة للقهوة.
نصائح لتقليل الأثر البيئي لشرب الشاي والقهوة
- استخدم فقط كمية المياه التي تحتاجها: سيساعدك ذلك على توفير الطاقة.
- اختار الشاي بدون أكياس: غالبًا ما تحتوي أكياس الشاي على البلاستيك، مما يجعلها صعبة التحلل.
- اختار الحليب النباتي أو تناول الشاي والقهوة بدون حليب: يساهم ذلك في تقليل البصمة الكربونية بشكل كبير.
دور الحكومات والشركات في الاستدامة
تلعب الحكومات والشركات دورًا هامًا في تحقيق الاستدامة. أقرت بعض الجهات التشريعية في الاتحاد الأوروبي قوانين تمنع استيراد المنتجات الزراعية التي تُزرع في أراضٍ أزيلت منها الغابات.
المستقبل: الاستدامة الزراعية
مع ازدياد الطلب على القهوة والشاي، نحتاج إلى الحفاظ على الاستدامة الزراعية، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة التي تُهدد المناطق الصالحة لزراعة القهوة.
اختيارك يهم!
في النهاية، سواء كنت من عشاق القهوة أو الشاي، يمكنك المساهمة في جعل خياراتك أكثر استدامة، والاستمتاع بمشروبك المفضل وأنت مطمئن أنّك قد خففت من أثره البيئي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً