‪الشوباني: "دولة المساواة" تحرر الفلسطينيين واليهود من أَسر الصهيونية

"دولة المساواة": حلٌّ حضاريٌّ للمسألة اليهودية؟

في كتابه الجديد "(المسألة اليهودية) في عصر الطوفان: في بناء سردية المأزق الوجودي لـ(الحل الصهيوني للمسألة اليهودية)" ، يسلط الحبيب الشوباني، الوزير السابق والباحث في العلوم السياسية، الضوء على المأزق الوجودي الذي يواجه "الحل الصهيوني" للمسألة اليهودية. ويؤكد الشوباني أنّ هذا الحلّ، الذي نشأ في أوروبا، قد فشل في توفير الأمن والاستقرار لليهود، بل أدّى إلى إشعال حرب إبادة في فلسطين.

المأساة الفلسطينية: وجهان متلازمان

يرى الشوباني أنّ المأساة الفلسطينية لها وجهان متلازمان: وجهٌ ظاهر يتجلى في معاناة الشعب الفلسطيني من الاضطهاد والإبادة، ووجهٌ خفيٌّ ينطوي على مأساة اليهود الذين وقعوا ضحية "السردية الصهيونية" التي أدّت إلى تهجيرهم من أوطانهم وتجذرهم في فلسطين. ويشير الشوباني إلى أنّ هذا الحلّ لم ينشأ تاريخياً في الحوض الحضاري الإسلامي، بل نشأ في أوروبا بسبب الكراهية العقائدية بين المسيحيين واليهود.

المأزق الصهيوني: فشلٌ وجوديٌّ

يعتقد الشوباني أنّ فشل "الحل الصهيوني" ليس فقط في توفير الأمن والاستقرار لليهود، بل أيضاً في توفير حلٍّ دائمٍ للمسألة اليهودية. فمع تزايد الأصوات المعارضة في العالم، وخاصة في المجتمعات اليهودية، يصبح من الواضح أنّ "الحل الصهيوني" قد وصل إلى نهاية طريقه.

الحلّ الحضاريّ: دولة المساواة

يقترح الشوباني حلّاً حضارياً إسلامياً للمسألة اليهودية، والذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية موحدة يتعايش فيها الجميع على أساس المواطنة والمساواة. يشدد الشوباني على أنّ هذا الحلّ يتطلب تحولات جوهرية في موازين القوى العالمية، لأنّ تفكيك آخر نظام تمييز عنصري في العالم لا يعني فقط تحرير فلسطين من الاحتلال وتحرير اليهود واليهودية من الصهيونية، بل يعني تحرير العالم من نظام دولي غير عادل.

مبادئ الحلّ الحضاريّ

• إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
• عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.
• إقامة دولة فلسطينية موحدة.
• تعايش الجميع على أساس المواطنة والمساواة.
• تفكيك نظام الفصل العنصري القائم في فلسطين.
• تطبيق العدالة الانتقالية على غرار ما جرى في جنوب إفريقيا.

خلاصة

يؤكد كتاب الشوباني أنّ "الحل الصهيوني" قد فشل في حلّ المسألة اليهودية، بل أثار المزيد من المشكلات في المنطقة. ويقترح الشوباني حلّاً حضارياً إسلامياً يستند إلى قيم السلام والعدالة، ويهدف إلى تحقيق التحرير المزدوج للفلسطينيين واليهود من أسر الصهيونية.