«الصفقة المصغرة» لا تلبي احتياجات «حماس»... رغم «انفتاحها على التفاوض»
"الصفقة المصغرة": عدم تلبية احتياجات "حماس" رغم "انفتاحها على التفاوض"
شهدت جهود الوساطة بشأن الهدنة في قطاع غزة إعلان حركة "حماس" أن "الصفقة المصغرة" التي طرحها الوسطاء "لا تلبي الاحتياجات". رغم ذلك، لم تنسحب الحركة من المفاوضات بعد أسبوع حافل بالمحادثات. وقد تم التحدث عن "تعنت" رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، واشتراطه إتمام الاتفاق دون وقف الحرب التي استمرت لأكثر من عام.
موقف "حماس": تأكيدها على دورها في المعادلة والطلب لمزيد من الوقت
اعتبر خبراء تحدثوا إلى "الشرق الأوسط" موقف "حماس"، الذي تم نقله عبر وسائل إعلام موالية لها، بمثابة تجهيز مبكر للفائز في سباق الانتخابات الأميركية. كما اعتبروه رداً على "تعنت" نتنياهو، وتأكيداً على دور "حماس" في المعادلة. ورأوا أن "حماس" قد تحتاج إلى مزيد من الوقت للتواصل مع الداخل بعد الضربات الأخيرة لمعرفة مصير الأسرى. و رجحوا عودة المحادثات بعد ظهور نتائج السباق الأميركي المرتقب.
ووفقاً لما نقلته قناة "الأقصى" الموالية للحركة ووسائل إعلام فلسطينية، عن قيادي في "حماس" لم يذكر اسمه، فإن وفد "حماس" استمع خلال الأيام الأخيرة من الوسطاء في مصر وقطر إلى أفكار حول هدنة مؤقتة لأيام محددة (في إشارة للصفقة المصغرة). و تشمل هذه الأفكار زيادة عدد شاحنات المساعدات وتبادلاً جزئياً للأسرى.
رفض "حماس": عدم تلبيتها للمطالب الأساسية
ولكن، فإن هذه المقترحات "لا تتضمن وقفاً دائماً للعدوان ولا انسحاباً للاحتلال من القطاع ولا عودة للنازحين. كما أنها لا تعالج احتياجات شعبنا للأمن والاستقرار والإغاثة والإعمار، ولا فتح المعابر بشكل طبيعي، خصوصاً معبر رفح"، وفقاً لما ذكره القيادي في "حماس".
وأكد القيادي أن "حماس" تتمسك بمطالب كثيرة؛ أهمها أربعة بنود:
الوقف الكامل والشامل والدائم لإطلاق النار.
الانسحاب الكامل من قطاع غزة.
عودة النازحين.
رفع الحصار.
وأوضح القيادي أن "حماس" "منفتحة على أي أفكار أو مفاوضات من أجل تحقيق هذه الأهداف".
استمرار "حماس": التمسك بأهدافها والحاجة لمزيد من الوقت
في حديث متلفز، جدد القيادي في "حماس"، أسامة حمدان، التمسك بتلك الأهداف. وقال: "أي عرض أو اتفاق يجب أن يوقف العدوان الصهيوني نهائياً وليس مؤقتاً". ولفت إلى أن "الاحتلال يقدم أفكاراً تظهر له انتصاراً؛ لكنه غير جاد في مفاوضاته".
وباعتقاد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن موقف "حماس" يعكس إدراكها لحتمية عدم التوصل لاتفاق قبل الانتخابات الأميركية المقبلة. لذلك، "تُجهز نفسها للإدارة الجديدة، وتضع مطالب وقف الحرب في الواجهة مجدداً".
ووفقاً لأنور، فإن موقف "حماس" "لا يقارن بتعنّت نتنياهو"، الذي تسبّب على مدار عام في إفساد الاتفاق كلما اقتربت مفاوضات غزة منه. لكن "كلا الموقفين سيؤثر في مسار المفاوضات حالياً، التي عادت إليها الزخم على مدار الأيام الماضية".
التقييمات المتباينة: موقف "حماس" بين القبول والرفض
يُعد موقف "حماس" رسالة بأنها "موجودة ولا تزال رقماً في المعادلة"، وأنها لم تتأثر بالضربات العسكرية، وفق تقدير أنور، الذي حذر من أن "عدم تجاوب نتنياهو قد يجعله يتلقّى رهائنه جثثاً وليسوا أحياء".
في المقابل، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أنه كان من الأفضل أن تقبل "حماس" في هذا التوقيت مع حاجة إدارة جو بايدن لهذه الهدنة بمسار الانتخابات، من باب التقاط الأنفاس.
وأضاف الرقب سبباً لافتاً آخر في تفسير الرفض: "ربما لم تستطع قيادة (حماس) في الخارج التواصل مع الداخل ومعرفة مصير الأسرى لديها. ومن ثم، قد يكون هذا الرد لمزيد من الوقت للتواصل، خصوصاً أن ورقة الأسرى هي الأقوى لدى الحركة، فضلاً عن إعادة تأكيدها أنها (منفتحة على التفاوض)".
أسبوع حافل بالمحادثات والمقترحات
ختم موقف "حماس" أسبوعاً حافلاً بدأ الأحد الماضي بمحادثات ومقترحات تهدف إلى الوصول لهدنة في قطاع غزة. جاء ذلك بعد لقاءات في القاهرة قبل أيام آنذاك، وصولاً لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات الأميركية، وليام بيرنز، في القاهرة، الخميس، ضمن مساعي الوسطاء لدفع المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
ونقل موقع "أكسيوس" الثلاثاء، عن 3 مسؤولين إسرائيليين، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية اقترح خلال الاجتماع مع رئيس "الموساد"، ديفيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 28 يوماً، وإطلاق سراح نحو 8 رهائن محتجزين لدى حركة "حماس" وعشرات السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.
كما أعلن الرئيس المصري، الذي تُعد بلاده إحدى دول الوساطة لوقف الحرب، الأحد الماضي، عن مبادرة تتضمن "وقفاً لإطلاق النار لمدة يومين، يجري خلالهما تبادل 4 رهائن مع بعض الأسرى الموجودين في السجون الإسرائيلية. ثم خلال 10 أيام أخرى يجري التفاوض فيها على استكمال الإجراءات بالقطاع، وصولاً لإيقاف كامل لإطلاق النار، وإدخال المساعدات".
وذكر مكتب نتنياهو، الاثنين الماضي، في بيان صحافي، أن "برنياع ناقش مع بيرنز ورئيس الوزراء القطري، إطاراً موحداً جديداً يضم المقترحات السابقة"، دون تحديدها.
وباعتقاد أحمد فؤاد أنور فإن تلك المقترحات ستكون حاضرة بقوة في مقترح واحد بعد انتهاء الانتخابات الأميركية. غير أن مطالب "حماس" ستصطدم برفض نتنياهو المسؤول عن "عرقلة" المفاوضات على مدار عام، والذي يرى نفسه منتصراً، وفق أيمن الرقب. ولفت إلى أن كلا الطرفين سينتظر نتائج الانتخابات الأميركية لحسم الموقف، والتقديرات لمسار المفاوضات.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً