العالم في «عهد هاريس»... التزام بدعم الحلفاء وتشدّد تجاه إيران
العالم في "عهد هاريس"... التزام بدعم الحلفاء وتشدّد تجاه إيران
مع دخول الانتخابات الأميركية مرحلةها النهائية، تتزايد التساؤلات حول سياسات الإدارة المقبلة في ملفات السياسة الخارجية. على الرغم من أن موعد الانتخابات أصبح قريباً، إلا أن الرئيس أو الرئيسة المقبلة لن تتولى مهامها قبل العشرين من يناير (كانون الثاني). وعند توليها، ستُمهّد إما لمسار مختلف أو مشابه لمسار الإدارة الحالية في ملفات حساسة، شهد البعض منها تصعيداً حاداً في الآونة الأخيرة.
سياسات خارجية مشابهة؟
في حال فوز نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، كامالا هاريس، بالسباق إلى البيت الأبيض، يتوقع العديد من الخبراء عدم اختلاف سياساتها الخارجية بشكل جوهري عن سياسات الإدارة الحالية. فمن الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وروسيا، وصولاً إلى الصين وكوريا الشمالية، يُرجّح أن تتبع هاريس نهجاً قريباً من سياسة بايدن. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى محدودية خبرة هاريس في ملفات السياسة الخارجية، كما ذكر روبرت فورد، السفير الأميركي السابق في سوريا.
الشرق الأوسط: التزام بدعم إسرائيل وتخفيف التصعيد
سيكون ملف التصعيد في الشرق الأوسط بلا شكّ من أهم الملفات على طاولة الرئيس الجديد، لا سيما بعد تغيّر أولويات الإدارة الحالية وتصاعد التوترات في المنطقة. وقد واجهت هاريس أسئلة صعبة من قبل الناخبين العرب والمسلمين، وحتى التقدميين من حزبها حول هذا الملف.
بشكل عام، تتبع هاريس مقاربة بايدن في ملف حربي غزة ولبنان؛ حيث تدعم حلّ الدولتين وترفض وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وتدعو إلى خفض التصعيد في لبنان. وكرّرت تأكيدها على ضرورة ضمان "أمن الفلسطينيين وحق تقرير المصير والكرامة التي يستحقونها". كما دعت إسرائيل إلى محاسبة المستوطنين المتشددين في الضفة الغربية بسبب أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
وفي مواجهة انتقادات من داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أكدت هاريس التزامها بدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولكنها أظهرت بعض الاختلافات في النبرة مع بايدن، حيث أبدت اهتماماً بمصير الضحايا المدنيين وحق الفلسطينيين في تقرير المصير. ويرى البعض أن هذه الاختلافات في النبرة هي محاولة للتودّد للناخبين المترددين في دعمها، خصوصاً في الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تحسم السباق.
إيران: تهديد أبرز؟
اتّبعت هاريس خطاباً أكثر تشدداً من بايدن تجاه إيران، ووصفتها بـ"التهديد الأبرز" للولايات المتحدة، في انشقاق واضح عن تقييم الإدارة الديمقراطية السابقة التي اعتبرت الصين وروسيا التهديدين الأبرز بالنسبة إليها. وتعهدت بعدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي.
أوكرانيا: دعم قوي لكييف
كانت سياسة الرئيس بايدن تجاه حرب أوكرانيا مصدر خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين. وتُعد هاريس من المدافعين عن دعم أوكرانيا بشكل قوي، وتعهّدت بمواصلة تقديم المساعدات لكييف و تعزيز الشراكة مع دول حلف شمال الأطلسي.
الصين: تنافس مستمر
رغم تأكيد هاريس على أن إيران هي التهديد الأبرز، فإن الصين تُعتبر المنافس الأكبر للمصالح الأميركية. وترى هاريس أن الولايات المتحدة "فازت في هذه المنافسة في القرن الـ21". لكنها تؤكد على ضرورة "إبقاء خطوط التواصل مفتوحة لإدارة التنافس بين البلدين بشكل مسؤول". وتلتزم بسياسة بايدن القائمة على استمرار التنافس مع تفادي الصراع. وتؤكد على الدعم الأميركي لتايوان، لكنها تدعم في الوقت نفسه سياسة "الصين الواحدة" المعتمدة أميركياً.
كوريا الشمالية: صبر استراتيجي
وجهت هاريس انتقادات لاذعة لنظام كيم جونغ أون، ووصفته بـ"دكتاتورية وحشية" وتعبّر عن مقاربة مشابهة للمقاربة التي اتبعها بايدن تجاه بيونغ يانغ. وتهدف هذه المقاربة إلى تفكيك الترسانة النووية في كوريا الشمالية.
اختيار وزير الخارجية: مهمة صعبة
في ظلّ هذه التحديات المتعددة الأقطاب، وغياب خبرة هاريس في السياسة الخارجية، سيكون اختيارها لمنصب وزير الخارجية من أهم القرارات. فالعالم يشهد أزمات متعددة تتطلب مهارات دبلوماسية فائقة.
المرشحون المحتملون:
ويليام بيرنز: يُعرف بـ"وزير خارجية الظل" في إدارة بايدن، ولعب دوراً أساسياً في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس"، و مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جيفري فلايك: خدم سفيراً لإدارة بايدن في تركيا، ويُعدّ من المعتدلين الوسطيين.
كريس ميرفي: سيناتور معروف بمواقفه اليسارية، وقد تواجه ترشيحه صعوبات في التصديق من قبل الحزبين في مجلس الشيوخ.
ختاماً
ستكون سياسة هاريس الخارجية موضوعاً مُثير للجدل، لا سيما في ملفّ الشرق الأوسط، حيث ستواجه ضغوطاً من عدة جهات للتوفيق بين مصالح متناقضة. وُتُعتبر خبرتها في السياسة الخارجية محط تشكيك من قبل بعض الخبراء، لكن يُرجّح أن تتبع سياسة قريبة من سياسة بايدن في معظم الملفات.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً