العميد مترجمًا.. لغات ترجم عنها طه حسين اعرفها.. وما هي الكتب؟
طَه حسين.. رائدُ الترجمةِ المُنيرُ 📚
لم يكن عميد الأدب العربي، طه حسين، كاتبًا أو مفكرًا عاديًا، بل استطاع أن يُحدث ثورة في الحركة الأدبية الحديثة، ليس في مصر فقط، بل امتد تأثيره إلى الوطن العربي وشمال أفريقيا، فأسهم في حركة النهضة المصرية والحداثة في الأدب العربي الحديث، وأصبح رائدًا للتنوير، وذاع صيته.
ولم تقتصر مساهماته على إثراء المكتبة العربية بمؤلفاته، بل امتدت لترجماتِه المُتنوّعةِ التي أضفت بُعدًا جديدًا لثقافتنا العربية.
رحلةٌ في عالمِ اللغاتِ 🌍
بعد دراسته في مونبليه ثمّ السوربون، تمكّن طه حسين من اللغة الفرنسية، وأخذ بعدها يُتقن اللغة اللاتينية واليونانية القديمة، حتى أحسنهما. و رأى أنّ النهضة الأدبيّة لا يمكن أن تَتَحقَّقَ إلا بالرجوع إلى الآداب القديمة، وفهمها، وتذوّق طرائقها في البيان، وتعرّف اتجاهاتها في الفكر.
من اليونانيةِ إلى الفرنسيةِ 🇬🇷 🇫🇷
عند عودته إلى مصر، سعى طه حسين إلى نشر الثقافة اليونانية، وجعلها مُتاحةً للجميع. ترجم من اللغة اليونانية كتاب "نظام الأثينيين" من تأليف أرسطو طاليس، ومن اللغة اليونانية القديمة ترجم "من الأدب التمثيلي اليوناني" تأليف سوفوكليس، ثم (قصص تمثيلية) لفرنسوا دي كوريل وآخرين في 1924، بالإضافة إلى مسرحية "أنتيجون" لـ سوفوكليس.
ولم يُركّز طه حسين على اللغة اليونانية فقط، بل ترجم أيضًا العديد من الأعمال من اللغة الفرنسية، مثل مسرحية "أندروماك" من تأليف الروائي الفرنسي جان راسين، وكتاب "أوديب وثيسيوس.. من أبطال الأساطير اليونانية" من تأليف أندريه جيد، وكتاب "زديج" من تأليف فولتير، بالإضافة إلى كتاب "روح التربية" من تأليف غوستاف لوبون.
اللغاتِ الأجنبيةِ والترابطِ معَ العربيةِ 🌐
أكدّ طه حسين على ترابط اللغة العربية باللغات الأجنبية، حيث قال في كتابه "في الشعر الجاهلي": الأدب العربى يجب أن يُعتمد فى دراسته على إتقان اللغات السامية وآدابها. وعلى إتقان اللغتين اليونانية واللاتينية وآدابهما.
بالإضافة إلى فهم التوراة والإنجيل والقرآن، فكيف نَدرسُ الأدبَ العربيَّ دون دراسةِ هذهِ الموضوعاتِ كلها؟ هل نَظُنُ أنّ من شيوخ الأدب فى مصر من قرأ إلياذة هوميروس وإنيادة فرجيل؟ كان الجاحظ أديباً لأنه كان مثقفاً قبل أن يكون لغوياً أو بيانياً أو كاتباً، وكان يتقن فلسفة اليونان وعلومهم وسياسة الفرس وحكمة الهنود، وكان على علم بالتاريخ وتقويم البلدان، ولو عاش الجاحظ فى هذا العصر لحاول إتقان الفلسفة الألمانية والفرنسية، وهذا ما يفعله بالضبط أستاذ الأدب الإنجليزى أو الفرنسى اليوم، يكفى أن تنظر فى أدب أبى العلاء المعرى لترى أننا فى حاجة إلى علوم الدين الإسلامى كلها، وإلى النصرانية واليهودية ومذاهب الهند فى الديانات لكى نفهم شعر أبى العلاء. فالأدب لا يمكن أن يثمر إلا إذا اعتمد على علوم تعينه، وعلى ثقافة تغنيه.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً