"القدس" ترصد شهادات مُروعة لحصار مستشفى كمال عدوان.. إعدامات ميدانية واعتقالات وتنكيل وتجويع
شهادات مُروعة: حصار مستشفى كمال عدوان شمال غزة
مشهد من يوم القيامة:
تُروي شهادة حنان عودة، إحدى النازحات من المدرسة إلى مستشفى كمال عدوان، لحظة نزوحها وسط القصف الإسرائيلي: "أجبرونا على الخروج من المدرسة، وما إن شرعنا في نزول الدرج حتى قصفونا". ولم تكن تعلم أن أحد أبنائها سيرتقي شهيداً ويصاب الآخرون.
وصلت حنان إلى المستشفى أملاً في الأمان، لكنها اكتشفت أن الاحتلال لا يفرق بين مستشفى ومدرسة. قالت: "داخل المستشفى بقيت بلا علاج ولا أدوية، علماً أن قدمي اليمنى بُترت جراء القصف الإسرائيلي، وأحتاج لغيارات ومسكنات".
وبعد اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أجبرت حنان على النزول إلى ساحة المستشفى وبقيت 24 ساعة في العراء، بلا طعام أو شراب أو حتى علاج.
اقتحام همجي:
يروي الجريح محمود القتيل، الذي يعاني من إصابة في الظهر، لحظة اقتحام المستشفى: "بشكل مفاجئ اقتحم الاحتلال برفقة الكلاب البوليسية أقسام المستشفى كافة وأجبر جميع الكوادر الطبية والمرافقين على الخروج، واعتقل معظمهم، ثم أجبروا المرضى والمصابين على الخروج إلى ساحة المستشفى".
وتُصِف شهادة القتيل كيف جُبِر على خلع ملابسه والبقاء بشكل عارٍ تماماً، إضافة إلى شتمهم بألفاظ نابية بذيئة، وذلك دون تمييز بين مريض أو جريج أو طفل. كما منع الجنود الإسرائيليون المصابين والمرضى من تلقي العلاج. وقال: "بقينا بلا طعام أو شراب طوال فترة حصار المستشفى".
حصار شامل:
يروي محمود حمدونة، الذي كان يقيم مع أسرته في البناية المجاورة للمستشفى، لحظات رعب عاشها مع أسرته أثناء حصار المستشفى. قال: "سمعنا صوت الدبابات تقترب منا، والمدفعية تطلق قذائفها بشكل عشوائي، والجنود ينادون عبر مكبرات الصوت للخروج من العمارات المجاورة للمستشفى".
بقي حمدونة ومن معه محاصرين داخل البناية نحو خمسة أيام بلا طعام أو ماء، يعيشون على التمر والمياه الشحيحة. وصف تلك الأيام قائلاً: "مشهد من مشاهد يوم القيامة.. وكأنه فيلم من هوليوود، عُشنا لحظات رعب، الله وحده من يعلم بها".
انهيار النظام الصحي:
أكد مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة حسام أبو صفية، انهيار المنظومة الصحية بالكامل في المنطقة بسبب انعدام الإمكانات. وقال: "إن كل من يصل إلى المستشفى من جرحى الغارات الإسرائيلية يموت بسبب انعدام الإمكانات".
وأشار أبو صفية إلى انعدام وسائل نقل الجرحى، حيث يضطرون إلى الوصول إلى المستشفى على أيديهم أو على أيدي المواطنين. وأضاف: "خلال هذه الرحلة تكون دماؤهم قد نفذت ويفارقون الحياة".
وطالب بإدخال مركبات الإسعاف والوقود، بعد تدمير الجيش الإسرائيلي عدة مركبات وإخراجها عن الخدمة، مشيراً إلى أنه لا توجد أيّ مركبة إسعاف في شمال القطاع.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً