القوة في موازين الحياة
القوة في موازين الحياة: رحلة استكشافية مع ديبورا جرونفيلد
مقدمة
يسعى كتاب "لعب الأدوار بقوة" للكاتبة والباحثة الأميركية ديبورا جرونفيلد إلى فك رموز مفهوم القوة، بتأثيراتها النفسية، الاجتماعية، السياسية، والثقافية. تتبع جرونفيلد آثار "القوة التي لا يمتلكها" الإنسان، وكيفية عملها كمحرك رئيسي للعلاقات الإنسانية، كما وصفها الفيلسوف البريطاني برتراند راسل.
رحلة مسرحية
تقارن جرونفيلد بين مفارقات القوة في الحياة ودراما المسرح، مستوحيةً أفكار ويليام شكسبير، "الدنيا مسرح كبير". تتبع فصول الكتاب مفهوم القوة وعلاقتنا المُعقدة معها، كأنها تُحاكي مراحل مسرحية تصاعدية. تتشارك شخصيات الكتاب الظهور على خشبة المسرح، لخوض تجاربنا مع القوة والضعف، كما فعلت مسرحية "هاميلتون" الموسيقية في طرحها لسؤال: "تُحدد القوة مَن يعيش، ومَن يموت، ومن يروي قصتك".
متلازمة "البطل الخارق"
يُقدم الكتاب، عبر 318 صفحة، القوة ليس كسلطة و"نفوذاً" فحسب، بل كسؤال وجودي؛ حيث تعامل الإنسان معها كوسيلة للخلود، ومقاومة الموت. ويُشير إلى قول العالم السياسي هانز مورجنثاو أن رغبتنا بالحب والقوة تنبع من "البئر الوجودية": نخشى الوحدة أو الطرد من المجموعة، ونبحث عن الحب والقوة دون وعي بهذه المخاوف.
يلفت الكتاب إلى "متلازمة البطل الخارق"، التي تشير إلى سعي البعض للتعامل مع مشاعرهم بعدم الأمان من خلال بناء أوهام عن أنفسهم. تُشير جرونفيلد إلى أن القوة جاذبة، كما وصفها الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه في كتابه "إرادة القوة". يؤمن نيتشه بأن إرادة القوة ليست مجرد خاصية من خصائص الحياة، بل هي جوهرها.
إرادة القوة والحياة
يرى نيتشه أن الغريزة هي مصدر قوة الإنسان، التي تُمنحه السرور والنشوة، وهي التي تُحرك سلوكياته، سواء كان قوياً أو ضعيفاً. تُؤكد جرونفيلد على أن ربط القوة بالسلطة غير دقيق؛ لأن "كثيراً من الناس يشعرون براحة أكبر وراء الكواليس عما لو كانوا في دائرة الضوء. فكثير يُفضل أن يكون محبوباً وليس خائفاً".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً