الكوارث الطبيعية تضاعف خسائر الصين في الربع الثالث
الكوارث الطبيعية تضاعف الخسائر الاقتصادية في الصين
تأثير الكوارث الطبيعية على الاقتصاد الصيني
زادت الخسائر الاقتصادية للصين في الربع الثالث من عام 2024 بشكل ملحوظ مقارنة بالفترة من يناير إلى يونيو. ويرجع ذلك إلى سلسلة من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الأعاصير والفيضانات التي ضربت أجزاء مختلفة من البلاد.
وفقًا لبيانات وزارة إدارة الطوارئ، بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 230 مليار يوان (32.3 مليار دولار) - ما يزيد عن ضعف الخسائر البالغة 93.16 مليار يوان في النصف الأول من العام.
أبرزت هذه الأرقام مدى تأثر الصين بالظواهر الجوية المدمرة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ. وشهدت البلاد في سبتمبر توقف المركز المالي لشنغهاي بسبب الإعصار بيبينكا، وهو أقوى إعصار استوائي يضرب المدينة مباشرة منذ 70 عامًا. وفي وقت سابق من الشهر نفسه، ضرب الإعصار ياغي - أقوى إعصار مسجل على الإطلاق - مقاطعة هاينان، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ما يقرب من مليون أسرة.
تسببت الأمطار الغزيرة والأعاصير القوية التي شهدتها الصين خلال فصل الصيف في تعطيل إمدادات المواد الغذائية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المستهلك وانخفاض العوائد الزراعية. وبلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة 323.2 مليار يوان في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024 - ما يزيد على 308.3 مليار يوان في نفس الفترة من عام 2023.
تحديات البطالة في الصين
على الرغم من الخسائر الاقتصادية، أظهرت بيانات رسمية انخفاض معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً في الصين إلى 17.6 في المائة في سبتمبر، من 18.8 في المائة في الشهر السابق.
وقفز معدل البطالة بين الشباب وخريجي الكليات من 13.2 في المائة في يونيو إلى 17.1 في المائة في يوليو، حيث دخل نحو 12 مليون طالب سوق العمل، قبل أن يرتفع رقم أغسطس إلى أعلى مستوى له منذ أن قرر المكتب الوطني للإحصاء تغيير المنهجية لعدم تضمين الطلاب.
وأعرب المسؤولون عن ثقتهم في أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم "سيواصل اتجاه الاستقرار والتعافي الذي حدث في سبتمبر". لكنّ مسحاً رسمياً حول ثقة أصحاب المصانع لشهر سبتمبر أظهر أن الشركات استمرت في تأجيل التوظيف الشهر الماضي.
تحركات السوق الصينية
ذكرت الهيئة التنظيمية للنقد الأجنبي في الصين أن الشركات الصينية تحول مزيدا من حيازاتها من النقد الأجنبي إلى اليوان، بينما زاد المستثمرون الأجانب من مشترياتهم من الأسهم المحلية منذ سبتمبر.
ومع ذلك، أظهرت البيانات الصادرة في اليوم نفسه أن الحيازات الأجنبية من سندات اليوان المحلية الصينية في سبتمبر انخفضت لأول مرة منذ أغسطس 2023. كما أشارت الهيئة التنظيمية إلى أن حجم مشتقات النقد الأجنبي التي تستخدمها الشركات لإدارة مخاطر النقد الأجنبي تجاوز 1.1 تريليون دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام ليصل إلى مستويات مرتفعة تاريخياً.
التحديات المستقبلية
تواجه الصين تحديات متزايدة بسبب تغير المناخ وتأثيره على الاقتصاد. على الرغم من استراتيجية التكيف على مستوى البلاد التي تم إطلاقها منذ أكثر من عامين، لا تزال الصين تواجه صعوبة في الصمود بشكل كافٍ في مواجهة الآثار المتزايدة للكوارث الطبيعية.
ستحتاج الصين إلى تعزيز جهودها في مجال إدارة المخاطر والكوارث، وتحسين مراقبة وتوقع الطقس المتطرف، وبناء القدرة على الصمود في صناعة الزراعة والبنية الأساسية والبيئة الحضرية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً