المؤرخ التركي خليل بركتاي: الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل
هل بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل؟
رأي المؤرخ التركي خليل بركتاي في الأحداث العالمية المتصاعدة
تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، خاصةً مع الأحداث العالمية المتصاعدة في السنوات الأخيرة. فمن الحرب الروسية الأوكرانية إلى التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، وصولاً إلى النزاع المستمر بين إسرائيل وفلسطين، تلوح شبح الحرب مرة أخرى. يتساءل العديد من الناس عما إذا كان التاريخ يعيد نفسه، وما إذا كانت هذه الأحداث تنبئ بمستقبل مظلم مليء بالصراعات العالمية.
ما هو دور التاريخ في فهم المستقبل؟
أجرى موقع "الجزيرة نت" حواراً مع المؤرخ التركي خليل بركتاي، أستاذ فخري بجامعة ابن خلدون في إسطنبول، حول قدرة التاريخ على التنبؤ بالأحداث المستقبلية. يرى بركتاي أن التاريخ لا يُمكن أن يُستخدم كأداة تنبؤ دقيق، فالعالم معقدٌ للغاية، ويحتوي على العديد من العوامل المتداخلة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالنتائج النهائية لأي حدث. فبينما يمكن للمؤرخين فهم الأحداث السابقة واستخلاص الدروس من خلال دراسة التاريخ، إلا أنهم لا يمكنهم التنبؤ بالمستقبل بدقة.
أمثلة على التنبؤات التاريخية
يُقدم بركتاي أمثلة على التنبؤات التاريخية التي أُصيبت بالصواب، مثل حرب روسيا على أوكرانيا، التي يمكن فهمها من خلال دراسة الأيديولوجية القومية المتطرفة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعزمه على استعادة العظمة السابقة لروسيا. كما يشير إلى حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة، التي يمكن التنبؤ بها من خلال فهم سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. ويُشدد على أن التاريخ لا يمكن أن يُستخدم للتنبؤ بالاتجاه العام للتاريخ، بل للتنبؤ بالنتائج المحتملة لبعض الأفعال، مثل استمرار الارتداد عن بعض الأخطاء في الماضي.
دور الديمقراطية في مواجهة الصراعات
يرى بركتاي أن الديمقراطية أصبحت في أزمة، وأن القومية والأنظمة المناهضة للديمقراطية في صعود، خاصة في الولايات المتحدة والصين وروسيا. يُشبه هذه الأزمة بالأحداث التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، عندما شهدت أوروبا ازدهاراً للديمقراطية، سرعان ما تحول إلى نقيضه. يُشير إلى أن العالم لا يتجه نحو الديمقراطية، وأن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذا النظام السياسي. ويُضيف أن هناك ثمنًا يجب دفعه مقابل كل خطوة تتخذها الدول نحو المستقبل.
التطور وال تقدم
يُميّز بركتاي بين مفهومين: "التطور" و"التقدم". ويرى أن التطور هو عملية انتقال من البسيط إلى المعقد، بينما التقدم هو نوع من القيمة. يُشير إلى أن التاريخ البشري يشهد نوعاً من التطور، لكن هذا التطور ليس خطيًا أو مستقيماً، بل يشهد صعودًا وهبوطًا. ويُذكر أن القرن التاسع عشر شهد تفاؤلاً كبيراً، بسبب الثورة الصناعية والتقدم العلمي، بينما تراجع التفاؤل بعد الحروب العالمية والمحرقة.
دور الأسلحة النووية في الصراعات العالمية
يُعتقد أن الأسلحة النووية تُلقي بظلالها على العلاقات الدولية، وتعمل كرادع لاندلاع حرب شاملة. لكن يُشير بركتاي إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الأسلحة النووية نفسها، بل في من يُقرر إطلاقها. ويُحذر من استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، التي يمكن أن تُصعد الصراع إلى مستوى غير مسبوق. ويعتقد أن استخدام الأسلحة النووية سيُشكل تحديًا لا يمكن تجاهله، مما يُجبر الدول على الرد بقوة.
هل بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل؟
يُعتقد أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل مع الهجوم الروسي على أوكرانيا، وأن هذه الحرب هي بداية للصراع العالمي. يُشبه بركتاي الوضع الحالي بالوضع الذي ساد في العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث سادت حروب صغيرة وحروب بالوكالة قبل أن تندلع حرب شاملة. ويرى أن التصعيدات المتصاعدة في الشرق الأوسط وتايوان تُشكل مؤشرات خطيرة على اندلاع حرب شاملة.
مستقبل الأمم المتحدة
يُشير بركتاي إلى أن الأمم المتحدة أصبحت عاجزة عن أداء دورها، وأنها بحاجة إلى إصلاح. ويرى أن إصلاح الأمم المتحدة لم يكن ممكنًا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأن هناك حاجة إلى قيادة بعيدة النظر لإطلاق هذا النوع من المبادرات. ويعتقد أن حلحلة الأمور في جنوب روسيا والشرق الأوسط يمكن أن تُؤدي إلى تغيير جذري في الأمم المتحدة.
مستقبل الولايات المتحدة
يُشير بركتاي إلى أن هيمنة الولايات المتحدة تتآكل، وأنها لم تعد قادرة على فرض قوتها في العالم. ويُضيف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى بناء تحالفات جديدة واسعة النطاق لمواجهة صعود الدكتاتوريات والقومية، لكنها تفتقر إلى الرؤية والطموح اللازمين لتحقيق ذلك.
الخلاصة
يُختتم بركتاي حواره بالإشارة إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة، وأن هناك مخاطر حقيقية لاندلاع حرب شاملة. ويُحذر من استمرار التصعيد في الشرق الأوسط وتايوان، الذي يُشكل تهديدًا خطيرًا على السلام العالمي. ويُؤكد على ضرورة العمل على بناء تحالفات دولية واسعة النطاق لوقف صعود الدكتاتوريات والقومية.
ملاحظة: يُرجى مراجعة المصدر الأصلي للمقالة للحصول على مزيد من المعلومات.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً