ألمانيا... ضغوط الترحيل تهدد مستقبل اللاجئين في سوق العمل
ضغوط الترحيل تُهدد مستقبل اللاجئين في سوق العمل الألماني
سياسة متشددة تهدد الاقتصاد
تُتبع ألمانيا سياسة متشددة بشأن الهجرة، حيث تُعزز الرقابة على الحدود وتُستأنف عمليات الترحيل. في بعض الحالات، تُلغى تصاريح العمل لِطالبي اللجوء الذين لديهم وظائف مستقرة. تُهدف هذه التدابير لمواجهة التدفق المتزايد للأشخاص الذين يدخلون البلاد بدون وثائق صحيحة. مع ذلك، تتعارض هذه السياسات المناهضة للمهاجرين مع الجهود الحالية لمعالجة نقص العمالة الكبير في البلاد.
انتقادات حادة لِسياسة الترحيل
انتقد ستيفان دونوالد، المتحدث باسم مجلس اللاجئين البافاري، هذه السياسة، مشيرًا إلى أنها تلحق الضرر باقتصاد الولاية في جنوب ألمانيا. أوضح دونوالد: "أن النقاش حول الهجرة، الذي يغذيه حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، يدعو إلى الترحيل بأي ثمن تقريبًا". وأضاف: "يُدفع الاقتصاد البافاري ثمن هذا، حيث يتم ترحيل الأشخاص من العمل والتعليم، ويُحرم العديد منهم من الحصول على تصاريح التدريب".
ارتفاع عدد طالبي اللجوء
بحلول نهاية عام 2023، استضافت بافاريا عددًا كبيرًا من اللاجئين. مثل الأوكرانيون المجموعة الأكبر. يليهم طالبو اللجوء من سوريا وأفغانستان. يشمل مصطلح طالبي لجوء أولئك الذين تقدموا بطلبات للحصول على الحماية في ألمانيا. إلى جانب أولك الذين تم رفض طلباتهم ولكن لديهم وثيقة "دولدونغ". وهي وثيقة تسمح للاجئين بالبقاء لفترة مؤقتة رغم رفض طلبات لجوئم. إضافة إلى الأوكران الذين حصلوا على الحماية الجماعية بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي. وجدير بالذكر، فإن ولاية بافاريا سجلت ثاني أعلى عدد من طلبات اللجوء في عام 2024، بعد ولاية شمال الراين ويستفاليا.
خوف من الترحيل يُهدد مستقبل اللاجئين في سوق العمل
يوضح دونوالد أن نحو ثلثي اللاجئين في ألمانيا يحصلون على وضع الحماية، مما يتيح لهم بدء العمل أو متابعة التعليم بمجرد الاعتراف بهم.
مع ذلك، يُضيف: "في بافاريا، يخشى طالبو اللجوء من الترحيل بسبب الخطاب السائد". كما يشير دونوالد إلى أن "السلطات غالبًا ما ترفض تصاريح العمل أو التدريب، مما يجعل أصحاب العمل يترددون في توظيف اللاجئين، خوفًا من العقبات البيروقراطية أو من تعرض موظفيهم أو متدربيهم لخطر الترحيل أو فقدان تصريح العمل".
عوائق تُحرم طالبي اللجوء من فرص العمل والاندماج
يقول دونوالد إن عقبات كثيرة تحول دون اندماج طالبي اللجوء في سوق العمل والتعليم، ويضيف "في بافاريا مثلا، في حال صدر قرار بترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، تتم عملية الترحيل حتى لو كان لدى طالب اللجوء وظيفة أو يقوم بإجراء تدريب مهني". وهذا يعني أن العديد منهم يُرحّلون مباشرة من وظائفهم أو برامج التدريب، مما يؤدي إلى "إهدار هائل للموارد"، بحسب قول دونوالد.
أصحاب العمل يُخفون عن توظيف اللاجئين
"هذا ينطبق على جميع المهن، فمثلا حاليًا هناك حالة ترحيل متدرب يقوم بإجراء تدريب مهني في مهنة الجزارة من ولاية بافاريا السفلى، مما يترك صاحب العمل في حالة من القلق. ويشير إلى أن هذه الأمثلة أصبحت شائعة بشكل متزايد، مما يساهم في تردد أصحاب العمل في توظيف اللاجئين."
حالات إخلاء وإعادة ترحيل تُساهم في خلق مناخ من الخوف
شارك دونوالد المزيد من الأمثلة مع موقع "مهاجر نيوز"، بما في ذلك لاجئ من سيراليون أكمل السنة الأولى من التدريب المهني كمساعد تمريض. وبدلاً من الاستمتاع بإجازته الصيفية، تم احتجازه وترحيله إلى سيراليون في 16 أغسطس/آب 2024.
وتساهم حالات أخرى عديدة في خلق مناخ من الخوف بين طالبي اللجوء، حتى بالنسبة لأولئك الذين لديهم تصاريح عمل قائمة. على سبيل المثال، رُفض منح السيد ك.، وهو متدرب في مبيعات المخابز، الإذن لمواصلة تدريبه، وأُمر بمغادرة ألمانيا وإعادة التقدم بطلب للحصول على تأشيرة تدريب.
فشل العديد من عمليات الترحيل
وفقًا لمكتب الدولة للجوء والعودة، تفشل العديد من محاولات ترحيل اللاجئين الذين لا يحملون تصاريح إقامة لأسباب مختلفة. في عام 2023، تم ترحيل 2364 شخصًا من بافاريا، بينما تم إلغاء وفشل 3110 عمليات ترحيل مخططة. وعلى الرغم من زيادة محاولات الترحيل، أشار متحدث باسم المكتب إلى أن هذا لا يعني بالضرورة أن الأفراد سيستمرون في البقاء في ألمانيا.
تحديات أمام عمليات الترحيل
في النصف الأول من عام 2024، شهدت بافاريا نحو 1400 عملية ترحيل، مع إلغاء حوالي 1700 عملية أخرى، بسبب أسباب مثل إلغاء الرحلات الجماعية أو المرض.
وبحسب دونوالد، فإن "إنهاء الإقامة فعليًا من خلال الترحيل ليس دائمًا سهلاً"، حيث تتسم العديد من بلدان المنشأ بعدم التعاون، مما يزيد العبئ على عاتق الحكومة الفيدرالية. كما يمكن أن تفشل عمليات الترحيل إذا لجأ الأفراد للاختباء أو واجهوا تحديات قانونية وطبية.
التهديد المستمر يُهدد فرص الاندماج
"لا يتم ترحيل معظم الأفراد المتضررين في النهاية، لكن التهديد المستمر وسنوات حظر العمل تجعل من الصعب عليهم إيجاد موطئ قدم في سوق العمل. إنه إهدار ضخم للموارد وشكل مهين من أشكال الإقصاء" يوقل دونوالد.
اللاجئون يمكن أن يكونوا حلًا لنقص العمالة
"إذا كنا نحتاج إلى عمال، يجب علينا أيضًا توفير السكن، وأماكن رعاية الأطفال، والمدارس. وإلا، سيذهب المهاجرون الذين نرغب في استقطابهم إلى أماكن أخرى. يمكن للاجئين المساهمة فعليًا في تخفيف العديد من حالات نقص العمالة - وكل ما نحتاجه هو السماح لهم بذلك"، حسبما يؤكد المتحدث باسم مجلس اللاجئين البافاري، لموقع مهاجر نيوز.
مهاجر نيوز2024نتاشا ميليرش
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً