المصباحي: الفلسفة تقاوم جنون العقل الإرهابي وتدفع إلى الأنوار الرقمية
صحوة فلسفية لمواجهة جنون العقل الإرهابي والانطلاق نحو الأنوار الرقمية
ضرورة إحياء الفلسفة في العالم العربي والمغرب لمواجهة التحديات المعاصرة
يدعو المفكر والأكاديمي المغربي محمد المصباحي إلى صحوة فلسفية تُعيد إيقاع الزمن الذي يعيشه الإنسان في العالم العربي والمغرب إلى التناغم مع إيقاع الزمن الذي يعيشه الإنسان في العالم. في محاضرته الأخيرة بعنوان “واقع ومتطلبات الدرس الفلسفي”، أكد المصباحي على أهمية دور الفلسفة في إثارة التفكير النقدي، ومقاومة “جنون العقل الإرهابي” و”جنون العقل الهوياتي”.
الفلسفة كأداة لمواجهة العقل الإرهابي والهوياتي
يشدد المصباحي على أن الفلسفة ليست إيديولوجيا أو عقيدة، بل هي عملية تعليمية تحفز العقل على الحركة والتطور. تُساعد الفلسفة على طرح الأسئلة ومراجعة الذات، وبناء الذات من جديد. وتُسلط محاضرته الضوء على أهمية “الدرس الفلسفي” في مقاومة “جنون العقل الإرهابي” الذي ينشر الشر بأشكاله المختلفة، وكذلك “جنون العقل الهوياتي” الذي يُركز على هوية ضيقة ومحددة على حساب الوحدة الوطنية.
أهمية “الدرس الفلسفي” في عصر الثورة الرقمية
في عصر الذكاء الاصطناعي وشبكات التواصل الاجتماعي، يُواجه الدرس الفلسفي تحديات جديدة. يُؤثر انتشار المعلومات بكثرة على عقليات وذهنيات التلاميذ، وتحويلهم إلى كائنات منفعلة. يجد أستاذ الفلسفة صعوبة في مواكبة هذه التغيرات، خاصةً مع انتشار أسئلة فلسفية جديدة قد تبدو تافهة في بعض الأحيان. ويؤكد المصباحي على أهمية “الأنوار الرقمية” في مواجهة تحديات الثورة الرقمية، مع الأخذ بعين الاعتبار مخاطرها الكبيرة على وجود الإنسان وكيانه وتاريخه.
واجبات الدرس الفلسفي في مواجهة تحديات العصر
يُؤكد المصباحي على أهمية الجمع بين تعليم الفلسفة باعتبارها تاريخا فكريا، وتدريب التلميذ على التفلسف كتفكير نقدي. ينبغي على الأستاذ أن يكون محايدا في تقديم المعارف الفلسفية، دون فرض فلسفة معينة على تلاميذه. كما ينبغي أن يوازن بين تقديم الفلسفات الكلاسيكية وتقديم الفلسفات الجديدة. ويُشدد المصباحي على أهمية التواصل مع التلاميذ، باستخدام الأدب والشعر، لفتح أفكارهم وإيقاظ إبداعهم.
التحديات التي تواجه الدرس الفلسفي في العالم العربي
يُشير المصباحي إلى أن الترجمات العديدة في العالم العربي قد أدت إلى إفساد عبقرية اللغة الفلسفية العربية. كما يُؤكد على أهمية استخدام منهج بسيط في التعليم، بدلاً من الاعتماد على الكثير من المناهج المختلفة. ويختتم المصباحي محاضرته بالدعوة إلى إعادة إحياء اللغة الفلسفية العربية، وإيجاد لغة مشتركة تجمع بين البساطة والعمق.
خلاصة
تُؤكد محاضرة المصباحي على ضرورة إحياء الفلسفة في العالم العربي والمغرب لمواجهة التحديات المعاصرة. تُشكل الفلسفة أداة مهمة لمقاومة العقل الإرهابي والهوياتي، وللانتقال نحو “الأنوار الرقمية”. وينبغي على الدرس الفلسفي أن يُوازن بين تقديم الفلسفات الكلاسيكية وتقديم الفلسفات الجديدة، وأن يُشكل جسرا للتواصل بين أستاذ الفلسفة وتلاميذه.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً