المناوشات الكلامية البرلمانية تسائل حقيقة الممارسات السياسية في المغرب
المناوشات الكلامية البرلمانية: هل تسائل حقيقة الممارسات السياسية في المغرب؟
الجدية في العمل البرلماني: سؤال مطروح
شهدت أول جلسة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب خلال الدورة الحالية مشادة كلامية بين عدد من النواب ورئيس الجلسة، مما أثار تساؤلات حول جدية العمل داخل هذه المؤسسة الدستورية. يُثير هذا المشهد تساؤلات حول فعالية العمل البرلماني، خاصة مع "ضياع الزمن التشريعي" في نقاشات لا تهم المواطنين.
هدر الزمن وتأخر المداولات: غياب النخب السياسية الوطنية
أكد باحثون أن "المشادات الكلامية" حول مواضيع لا تعني المواطنين، تسهم بشكل كبير في "ضياع الزمن التشريعي"، خاصة أن الدورة الحالية تتضمن مشاريع مهمة. يُشير المحلل السياسي رشيد لزرق إلى أن "الممارسة السياسية لم تواكب المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا"، وأن التكتيكات السياسية تؤثر على فعالية المؤسسات وتُهدر الزمن التشريعي المطلوب لمناقشة القضايا الجوهرية.
وتُشير تحليلات لزرق إلى أن "النخب البرلمانية لا تزال تمتهن النقاشات العقيمة"، مما يضيع الزمن التشريعي ويؤخر المداولات. وتؤكد تحليلاته على ضرورة "تغليب المصالح العليا" وتوفير "نخبة سياسية وطنية" تهتم بمستقبل الأجيال القادمة.
الجدال السياسي: بين المصلحة العامة والانتخابات
يرى حفيظ اليونسي، أستاذ العلوم السياسية، أن "الجدال السياسي" أمر طبيعي في التجارب الديمقراطية، بشرط أن يكون هدفه تحقيق المصلحة العامة والدفاع عن الناخبين. ولكن، يُشير اليونسي إلى أن "العمل البرلماني قد ينزاح عن هذا الهدف النبيل"، وذلك عن طريق تبخيس البرلمان في إطار شعبوية متزايدة، مما يظهره بعيداً عن وظائفه الدستورية وهموم المواطنين.
وتُؤكد تحليلات اليونسي على ضرورة "الاستفادة من هذه المرحلة الحساسة" لتعزيز الجبهة الداخلية، وتجنب هدر الزمن التشريعي.
الخلاصة: المرحلة تتطلب نخبة واعية ومسؤولة
يُلخص المشهد السياسي المغربي حالياً بوجود نخبة سياسية "تُعطي الأولوية للمصالح الآنية والانتخابات المقبلة لتحقيق مآرب شخصية وعائلية ضيقة"، مما يؤثر على فعالية المؤسسات ويُضيع الزمن التشريعي. تؤكد جميع الآراء على ضرورة وجود "نخبة وطنية واعية ومسؤولة" تضع الوحدة الوطنية فوق كل الاعتبارات الانتخابوية، وتعمل على تعزيز الجبهة الداخلية، وتُركز على المصالح العليا للمواطنين، وتُحقق أهداف المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً