النساء أكثر عرضة للوفاة مبكرا.. دراسة المقابر تكشف أنماط الحياة الرومانية

دراسة مقبرة تكشف أسرار الحياة الرومانية: النساء أكثر عرضة للوفاة المبكرة

أظهرت دراسة جديدة أجريت على مقبرة سلتية رومانية في غرب ألمانيا جوانب جديدة حول حياة الناس في العصر الروماني المبكر، مقارنةً بالعصر الحديدي السلتي.

فحصت الدراسة التي أجراها البروفيسور وولف روديجر تيجن من جامعة لودفيج ماكسيميليان الألمانية بقايا أكثر من 1600 فرد تم دفنهم في مقبرة Wederath-Belginum. كشفت هذه الدراسة أن متوسط العمر المتوقع زاد بشكل ملحوظ مع بداية العصر الروماني، حيث عاش المزيد من الناس حتى سن الستينات. ومع ذلك، فقد لاحظت الدراسة وجود فروق واضحة بين الجنسين، حيث كانت النساء أكثر عرضة للوفاة في سن مبكرة (أكثر من نصف عمليات حرق الجثث للنساء كانت دون سن الأربعين).

وجدت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين عاشوا في المنطقة خلال الفترة الرومانية كانوا أقل عرضة للعنف من السكان السلتيين الأوائل. ومع ذلك، فقد عانى الرومان من مشاكل صحية أكثر مثل فقدان الأسنان، ومشاكل المفاصل والعمود الفقري، والتهاب الجيوب الأنفية، ربما بسبب استنشاق الأدخنة المنبعثة من المواقد المفتوحة. وأشارت الدراسة إلى أن الرجال كانوا أكثر عرضة لمشاكل المفاصل والعمود الفقري، ربما بسبب العمل الشاق.

كشفت الدراسة أيضًا أن الحرفيين السلتيين كانوا أطول قامة من الرومان، ربما بسبب أنهم كانوا يتغذون بشكل أفضل من جيرانهم. بينما كان الرومان المسلحون أطول قامة من غيرهم و يتم دفنهم مع المزيد من السلع الجنائزية.

بالإضافة إلى ذلك، فقد لاحظت الدراسة تغييرات في الممارسات المرتبطة بالحيوانات خلال العصر الروماني. أظهرت الدراسة أن تقنية ذبح الحيوانات أصبحت أكثر تقدمًا في العصر الروماني، مع استخدام تقنية لقطع العمود الفقري من المنتصف، بينما فضل سكان العصر الحديدي السلتي فصل اللحم عن العظم عن طريق القطع في المنطقة التي يلتقي فيها العمود الفقري والأضلاع.

وتُظهر هذه الدراسة كيف يمكن أن تكشف مقبرة عن معلومات قيمة حول أنماط الحياة و التغيرات الصحية و الاجتماعية التي طرأت على الناس في الماضي. تُعد مقبرة Wederath-Belginum مصدرًا ثمينًا للدراسة لأنها تقدم نظرة فريدة حول الحياة في فترة انتقالية مهمة في تاريخ أوروبا.