انتشار نظريات المؤامرة يفاقم حدّة الاستقطاب الأميركي
انتشار نظريات المؤامرة: سلاح جديد في معركة الاستقطاب الأميركي
نظريات المؤامرة: سلاح جديد في الانتخابات الرئاسية الأميركية
تُعتبر نظريات المؤامرة ظاهرة متكررة في الولايات المتحدة، لا سيما خلال فترات الانتخابات الرئاسية. لكن، ما يميز الدورة الانتخابية الحالية هو زيادة عدد الشخصيات العامة والسياسيين الذين ينشرون هذه النظريات، سواء عبر تجمعات جماهيرية أو منصات التواصل الاجتماعي. وقد انتشرت بعض هذه النظريات بسرعة هائلة، وأصبحت تُستخدم في النقاشات السياسية كـ "حقائق" تهدف إلى تعزيز دعم الناخبين أو معارضتهم لأحد المرشحين، مع اقتراب موعد الانتخابات.
نظريات المؤامرة التي تنتشر في الانتخابات الرئاسية الأميركية
أدت بعض النظريات التي انتشرت في الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى ارتفاع حدة الاستقطاب السياسي، ولعلّ أبرز هذه النظريات:
نظرية التحكم بالطقس: تُتهم فيها إدارة بايدن بابتكار الأعاصير لضمان فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. نشأت هذه النظرية بعد إعصار هيلين الذي ضرب ولايات عدة، منها فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا. وقد روّجت لها النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، من خلال تغريدة ذكرت فيها: "نعم يمكنهم التحكم بالطقس، من السخيف أن يكذب أي شخص ويقول إنه لا يمكن فعل ذلك". انتشر هذا الاتهام بسرعة وأُعزز بنشر معلومات مضللة تُشير إلى أن الحكومة الفيدرالية تعرقل وصول المساعدات إلى المناطق ذات الأغلبية الجمهورية، وهذا الاتهام روّجه الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي اتهم منافسه باستخدام أموال الإغاثة لتوفير السكن للمهاجرين غير النظاميين.
نظرية أكل الكلاب والقطط: تُتهم فيها المهاجرين من هايتي بأكل الكلاب والقطط التي يمتلكها سكان مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو. روجّ الرئيس السابق دونالد ترمب والمُرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس لهذه النظرية عبر وسائل الإعلام والأنشطة الانتخابية. وقد اعتمد ترمب على هذه النظرية كدليل على "جرائم" المهاجرين غير النظاميين خلال المناظرة الرئاسية الأولى. وأثارت هذه التصريحات غضب كثيرين، حيث تلقّت بعض المواقع في سبرينغفيلد تهديدات، وتمّ إخلاء أماكن عامّة بعد إنذارات كاذبة بوجود قنبلة. لم تؤدّ إدانة حاكم الولاية الجمهوري لهذه المزاعم إلى دحض هذه الرواية بين أنصار الرئيس السابق.
نظرية السماعات: تُتهم فيها كامالا هاريس باستخدام أقراط اللؤلؤ المزودة بسماعات لاسلكية للحصول على أجوبة أثناء المناظرة. انتشرت هذه الشائعة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلق البعض اتهامات ضد هاريس وبَاراك أوباما بالتآمر لتزوير المناظرة.
نظرية انقلاب ضد بايدن: تُتهم فيها القيادات الديمقراطية بتنفيذ انقلاب ضد الرئيس بايدن لِتولي كامالا هاريس الرئاسة. روّج عدد من الجمهوريين لهذه النظرية، من بينهم النائبة لوران بوبرت، التي أشارت إلى غياب بايدن بعد الإعلان عن تنحيه عن سباق الرئاسة. وأتهم المرشح الجمهوري جاي دي فانس القيادات الديمقراطية، على رأسها أوباما، بالتخطيط لإنقلاب ضد بايدن.
دور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار نظريات المؤامرة
تُلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا أساسيًا في نشر وترويج نظريات المؤامرة. فمنصات التواصل الاجتماعي، مثل "إكس"، تُساهم في انتشار هذه النظريات بسرعة وفعالية، لا سيما مع الانتشار الواسع لـ "الروبوتات" التي تُشيع هذه النظريات. وبالتالي، تُصبح وسائل التواصل social media أداة فعّالة في تضليل الرأي العام وتعزيز الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة.
تأثير نظريات المؤامرة على المجتمع
تُساهم نظريات المؤامرة في زيادة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة، وتُضعف ثقة الناخبين في النظام الديمقراطي. كما أنها تُؤثر على السلوك السياسي لِلفرد، لا سيما في توجيه الاختيارات الانتخابية و المشاركة في الأنشطة السياسية. وفي ظل زيادة الاستقطاب السياسي و انتشار المعلومات المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي، يُصبح من المهم أن يُركز الجمهور على تحديد مصادر المعلومات وتقييم صحتها قبل تداولها.
خاتمة
تُلعب نظريات المؤامرة دورًا هامًا في التأثير على الرأي العام و السياسة في الولايات المتحدة. وتُصبح أكثر انتشارًا خلال فترات الانتخابات الرئاسية، وهذا يُؤكد على ضرورة توعية الجمهور ب خطر هذه النظريات و تأثيرها على الرأي العام و السلوك السياسي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً