أنتوني بلينكن يصل إسرائيل، واشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية على شمال قطاع غزة

بلينكن يصل إسرائيل وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة

وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، في زيارة تهدف إلى محاولة التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عقد مشاورات أمنية مُصغرة في مقر وزارة الدفاع وقيادة الأركان في مدينة تل أبيب، تزامناً مع زيارة بلينكن. وقال بلينكن عبر منصة "إكس" إنه سيُجري مباحثات مكثفة حول إنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين وعلاج معاناة الشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 115 شخصاً قتلوا في مختلف عمليات القصف في مناطق القطاع كافة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأكدت الوزارة أن عدد الجرحى بلغ 487 شخصاً. وأعلنت عن ارتفاع حصيلة قتلى وجرحى الحرب في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي إلى 42 ألفاً و718 قتيلاً، ومئة ألف و282 جريحاً.

من جهتها، قالت حركة حماس إنها قتلت قائد اللواء 401 في تفجير عبوة ناسفة بمجموعة قيادة إسرائيلية من 12 ضابطاً في الفالوجة غرب معسكر جباليا. وأكدت الحركة أن هذه العملية أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخرين بجراح خطيرة، من بينهم قائد كتيبة إسرائيلية.

من ناحية أخرى، قالت الأمم المتحدة إن آثار الحرب أدت إلى تراجع التنمية في غزة بما يناهز 69 عاماً. وتوقع تقرير للأمم المتحدة أن يرتفع معدل الفقر في فلسطين إلى 74.3 في المئة في العام الحالي ليشمل 4.1 ملايين شخص.

وأعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي الاثنين، دعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بـ16 مليون يورو. وقالت المفوضية إن هذه الدفعة هي الثالثة المقدمة إلى الوكالة منذ بداية العام 2024، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيُسهم في دعم الأونروا خلال هذا العام بـ82 مليون يورو.

تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة

وصفت حركة حماس العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمالي قطاع غزة، بما يشمله من مناطق جباليا ومخيمها ومشروع بيت لاهيا، بـ"المجازر اليومية والتدمير الشامل وعمليات تهجير قسري وتطهير عرقي".

واتهمت الحركة الجيش الإسرائيلي باستهداف المدارس ومراكز الإيواء والمستشفيات، بما فيها من نازحين ومرضى وجرحى، في إطار استمرار محاولاته لتنفيذ مخططه المعروف بـ "خطة الجنرالات". وطالبت حماس من المنظومة الدولية بالتحرك الفوري لوقف "جريمة التهجير القسري والتطهير العرقي والمذابح التي ينفّذها جيش الاحتلال شمالي قطاع غزة".

دعوات دولية لوقف العنف

أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن إدانته لـ"الهجمات المستمرة على المدنيين"، وذلك بعد غارات جوية إسرائيلية على منطقة بيت لاهيا في شمالي قطاع غزة ليل السبت وفجر الأحد، أسفرت عن مقتل العشرات بحسب مصادر فلسطينية.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أفاد بأن الظروف في شمال قطاع غزة، أصبحت "سيئة وخطيرة على نحو متزايد بالنسبة للمدنيين". وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها على استعداد لتوفير المياه والغذاء هناك، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن برنامج الأغذية العالمي، لا يمكنه الوصول إلا إلى نحو مئة ألف شخص في الشمال، "بسبب عدم القدرة على الوصول والقتال".

اجتماع طارئ في جامعة الدول العربية

يعقد يوم الثلاثاء في جامعة الدول العربية بالقاهرة اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك بطلب من المندوب الفلسطيني الدائم لدى الجامعة مهند العكلوك، لبحث التطورات الحالية في قطاع غزة لاسيما في شمالي القطاع.

ذكر العكلوك في طلبه لعقد الاجتماع، أنّه يأتي وسط ما وصفه بـ "وحشية الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وفي ظل دخول جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، مرحلة أكثر وحشية". وأضاف أن العدوان الإسرائيلي يستهدف إبادة المدنيين الفلسطينيين، وتنفيذ أبشع صور التهجير القسري والتدمير والتجويع، خاصة في شمال قطاع غزة في خطة ممنهجة لإفراغه تماماً من سكانه، وسط حالة العجز والصمت الدوليَّيْن".

مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية

أعلن الجيش الإسرائيلي في السادس من الشهر الجاري إطلاق عملية عسكرية في جباليا شمالي قطاع غزة، وذلك عقب شنّه غارات جوية مكثفة على المنطقة. وقال الجيش الإسرائيلي في حينها إنه بدأ عملياته العسكرية بعد ورود "معلومات إستخباراتية أولية أشارت إلى وجود إرهابيين وبنى تحتية إرهابية في المنطقة، إلى جانب محاولات ترميم البنى التحتية الإرهابية".

وتثير التصعيدات العسكرية في شمال غزة مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث يعاني السكان من نقص في المياه والغذاء والمواد الطبية، وتصاعد القصف على مناطق سكنية.