انقطاع الطمث.. جهود برلمانية لكسر حاجز الصمت في ألمانيا
انقطاع الطمث: جهود برلمانية لكسر حاجز الصمت في ألمانيا
التحديات الصحية والاجتماعية لانقطاع الطمث
تمثل مرحلة انقطاع الطمث، التي تمر بها النساء عادة بين سن 45 و55 عامًا، موضوعًا محوريًا في صحة المرأة، إلا أنه لا يزال يُنظر إليه على أنه موضوع حساس ومحظور في ألمانيا. وتؤكد مجموعة "نحن تسعة ملايين"، التي تضم أطباء وصيادلة وأكاديميين، على وجود فجوة كبيرة في الوعي والاهتمام بهذا الموضوع، على الرغم من تأثيره المباشر على نصف السكان بشكل مباشر.
وتسلط المجموعة الضوء على التحديات التي تواجه صحة المرأة، والتي تشمل نقص التمويل المخصص لأبحاث صحة المرأة، والتركيز على الذكور في الدراسات الطبية، وعدم تدريس أعراض النوبات القلبية لدى النساء في كليات الطب. تؤكد المجموعة أيضًا على أن انقطاع الطمث يُعتبر موضوعًا مُهملًا في مجال طب النساء، حيث لا يحظى بما يكفي من الاهتمام في الدراسات الطبية، كما يُغفل من قبل الأطباء العامين.
وتشير الدراسات إلى أن ما لا يقل عن ثلث النساء يعانين من أعراض شديدة لانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والأرق، بالإضافة إلى الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشكلات عصبية مثل الصداع النصفي وصعوبة التركيز. تُسبب هذه الأعراض اضطرابات كبيرة في العمل والحياة الأسرية.
اقتراح برلماني لتعزيز الوعي بانقطاع الطمث
يسعى اقتراح جديد من الكتلة البرلمانية للمحافظين (يمين الوسط) في ألمانيا، الذي يضم الحزبين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، إلى تغيير الطريقة التي يتم بها تناول موضوع انقطاع الطمث. تهدف هذه الخطة إلى تعزيز التركيز على انقطاع الطمث في الدراسات الطبية وممارسات الصحة العامة.
وتؤكد إيمي تسويلنر، الممرضة المتخصصة وعضو البرلمان عن الحزب المسيحي الاجتماعي، التي قدمت الاقتراح، على أهمية كسر حاجز الصمت حول هذا الموضوع، مشيرةً إلى أن انقطاع الطمث يحدث في مرحلة حيوية من حياة المرأة، حيث تكون النساء مستقرات في وظائفهن وحياتهن الأسرية ويتحملن العديد من المسؤوليات.
ردود فعل متباينة على الاقتراح
وقد رحب بعض الأعضاء في الائتلاف الحاكم، الذي يتكون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، بهذا الاقتراح، معربين عن ترحيبهم بالمبادرة لتعزيز الوعي حول انقطاع الطمث.
ومع ذلك، لم تتبنّ النائبة عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، هايكه إنغيلهارت، الاقتراح المطروح، متهمةً حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بطرح الأمر لمجرد استخدامه انتخابيا قبل الانتخابات الاتحادية المفترض إجراؤها العام المقبل.
التحديات السياسية لتعزيز صحة المرأة
وتواجه الكتلة البرلمانية ليمين الوسط صعوبة في التأثير على الناخبات، حيث تصدر مرشحها لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، عناوين الأخبار مؤخرًا بعد قوله إنه لن يسعى لفرض توازن بين الجنسين في حكومته. وتظهر استطلاعات الرأي أن ميرتس غير محبوب بين الناخبين بشكل عام، وبشكل خاص بين النساء.
وتؤكد تسويلنر على أهمية وجود خطة مشتركة بين الأحزاب لتحسين صحة المرأة، مشيرةً إلى أن قلة النساء في مناصب قيادية تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه هذا الاقتراح، بالإضافة إلى نقص أطباء النساء في المناطق الريفية.
وتختتم تسويلنر بقولها إنها تأمل في أن تستلهم من النماذج الموجودة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث تتعاون السياسيات لكسر الصمت حول قضايا مثل انقطاع الطمث.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً