إيران ومصر: من الملكة فوزية وصداقة الشاه والسادات إلى 40 عاماً من القطيعة والعداء
إيران ومصر: تاريخ معقد من العلاقات المتقلبة
من التعاون إلى التباعد: تاريخ العلاقات الإيرانية المصرية
تتمتع إيران ومصر بتاريخ غني ومتشابك يعود إلى قرون مضت، لكن علاقاتهما لم تكن دائما متناغمة. على الرغم من أن البلدين يتمتعان بتاريخ وثقافة مشتركين، إلا أن علاقتهما شهدت فترات من التعاون والصداقة جنباً إلى جنب مع فترات من التوتر والعداء.
جذور العلاقات: من الزواج الملكي إلى بداية التباعد
في العقود الأولى من القرن العشرين، توطدت العلاقات بين البلدين عندما تزوج ولي العهد الإيراني محمد رضا بهلوي من الأميرة المصرية فوزية شقيقة الملك فاروق. أدى هذا الزواج إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين طهران والقاهرة، لكن هذه العلاقات لم تكن واسعة النطاق، فقد ظلت متأثرة بالأحداث العالمية والإقليمية.
بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت العلاقات الإيرانية المصرية تحولاً كبيراً. مع إطاحة النظام الملكي في مصر وعلى إثر ثورة 1952، تحولت مصر إلى ممثّل رئيسي للقومية العربية وهذا تسبب بضع طهران في معسكر مختلف.
حرب الباردة والثورة الإيرانية
في عهد جمال عبد الناصر، زعيم مصر القومي، أصبح الشاه الإيراني هدفاً للنقد والتقريع من قبل السلطات المصرية. كان ناصر يدين الشاه بالتحالف مع إسرائيل ودعم الولايات المتحدة. لم تكن العلاقات بين البلدين أفضل حالة بعد وفاة ناصر، إلا أن أنور السادات خليفة ناصر غير مسار العلاقات مع إيران بشكل كبير، وأنشأ علاقة مباشرة مع الشاه الإيراني، وذلك من أجل الفوائد الاقتصادية والتشابه الثقافي التاريخي.
نهاية العهد البهلوي وتطور العلاقات
بعد ثورة 1979 الإيرانية، اختفت علاقات الصداقة بين البلدين وإن كان لسبب الخلافة المباشرة للسادات مع الشاه المخلوع أو لتوقيع السادات على معاهدة سلام مع إسرائيل. كانت إيران تدرك أن السادات أصبح عدواً لها. لم تكن العلاقات بين البلدين أفضل حالة في عهد مبارك، حيث أصبحت مصر أكثر انخراطاً مع السعودية، وذلك للحد من التأثير الإيراني في المنطقة.
مصر وإيران: مستقبل العلاقات
في العقدين الأخيرين، استمر العداء بين البلدين في التصاعد. على رغم أن إيران كانت تتطلع إلى تحسين العلاقات مع مصر، إلا أن الخلافات الموجودة في القضايا الإقليمية والمبادئ الأيديولوجية أدت إلى فجوة كبيرة بينهما. تستمر مصر في تقديم الدعم الكبير للولايات المتحدة وإسرائيل، بينما تستمر إيران في تقديم الدعم لحماس وحزب الله في لبنان. من المرجح أن تستمر العلاقات بين البلدين في التوتر في الوقت الراهن، وذلك بسبب وجود خلافات جوهرية في وجهات النظر والأهداف بين البلدين.
التحديات المستقبلية
من المرجح أن تظل العلاقات الإيرانية المصرية متوترة في الوقت الراهن. لا يبدو أن هناك إرادة سياسية جادة في البلدين لإجراء محادثات حقيقية والتوصل إلى حلول لمشاكل الدبلوماسية. ففي الوقت الراهن، تُعَدُّ مصر من حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما تُعَدُّ إيران من حلفاء حركات المقاومة في المنطقة. لا يبدو أن هناك فرصة جدية لتحسين العلاقات في الوقت الراهن، وذلك بسبب وجود فجوة كبيرة في الوجهات النظر والتطلعات بين البلدين.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً