بعد عقود من التعاون المتنامي والمثمر.. علاقات قطر مع إيطاليا وألمانيا على أعتاب مرحلة جديدة
علاقات قطر مع إيطاليا وألمانيا: شراكة استراتيجية جديدة
زيارة سمو الأمير إلى روما وبرلين ستُمهّد لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والاستثماري.
تهدف زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الجمهورية الإيطالية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، إلى تعزيز العلاقات المتميزة والتعاون المتنامي بين دولة قطر والبلدين الأوروبيين. ومن المتوقع أن تُشهد علاقات الدوحة مع روما وبرلين نقلة نوعية نحو شراكة استراتيجية مثمرة على مختلف الأصعدة، مما يُعزز مد جسور التعاون وتقوية الروابط المشتركة.
تعزيز التعاون الاقتصادي
من المتوقع أن تُساهم زيارة سمو الأمير في تطوير علاقات التعاون القائمة بين قطر والبلدين الصديقين، بما يُؤسّس لمرحلة متقدمة من التعاون التجاري والاستثماري. فقد شهد التبادل التجاري بين قطر وإيطاليا نموا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ناهز العام الماضي 20 مليار ريال، مقارنة بـ11.1 مليار ريال عام 2018، بنسبة نمو تقدر بـ80 بالمائة. بينما بلغ حجم التجارة مع ألمانيا 7.1 مليار ريال عام 2023 ارتفاعا من 6.8 مليار ريال في العام 2022، بزيادة بلغت نسبتها 4.4 بالمئة.
شراكة استراتيجية في مجال الطاقة
أكد الدكتور حازم رحاحلة مدير وحدة الدراسات الاقتصادية بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي شهدت دخولاً إيجابياً ملفتاً في السنوات الأخيرة، يُهيّئ لمجالات أوسع وأعمق من التعاون الاقتصادي في المرحلة المقبلة. وأضاف أن الشراكة مع قطر أصبحت ضرورة استراتيجية بالنسبة للأوروبيين، ليس فقط لدورها في ضمان أمن طاقتهم، وإنما أيضًا باعتبارها شريكًا تجاريًا واستثماريًا واعدًا.
فعلى الرغم من انحسار حجم واردات ألمانيا من قطر مقارنة بباقي الدول الأوروبية، إلا أنها سبق وأن استعانت بقطر خلال الفترات الماضية لتعويض جانب من نقص إمداداتها من الغاز الروسي. كما أن إيطاليا تعتبر رابع أكبر مصدر لقطر، حيث وصل حجم الواردات القطرية من إيطاليا إلى نحو 2 مليار يورو في عام 2022، مرتفعة بذلك بنحو 47 بالمائة عن مستوياتها في عام 2018.
الاستثمار في القطاعات الحيوية
تُركز قطر على الاستثمار في القطاعات الواعدة في إيطاليا مثل القطاع العقاري والسياحي، التي تدر عوائد استثمارية مجزية. كما تُنظر إيطاليا كشريك نشط وواعد في القطاعات الحيوية في قطر، مثل القطاع الهيدروكربوني والأنشطة المرتبطة به، والقطاع السياحي وغيرها من الأنشطة التي تندرج ضمن الرؤية الاقتصادية المستقبلية لدولة قطر.
وتعد ألمانيا وجهة استثمارية واعدة لدولة قطر، حيث تستثمر قطر بشكل كبير في شركات ألمانية عالمية مثل /فولكس فاجن/، و/سيمنز/، و/بنك دويتشه/.
أهمية الشراكة في ضمان استدامة إمدادات الطاقة
أكد الدكتور حازم رحاحلة أن قناعة دامغة ترسخت لدى ألمانيا وإيطاليا، والدول الأوروبية بشكل عام، بأن قطر هي شريك استراتيجي يعول عليه لضمان استدامة إمداداتها من الطاقة. فبالإضافة إلى تمتعها باحتياطيات وقدرات إنتاجية كبيرة قادرة على تلبية احتياجات هذه الدول من الغاز والطاقة بشكل عام، فهي تعد أيضًا شريكًا يتمتع باتزان سياسي ومواقف مسؤولة تجاه القضايا العالمية.
أهمية العلاقات القطرية مع ألمانيا وإيطاليا
أكد الدكتور محجوب زويري أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر، أن العلاقات القطرية مع كل من إيطاليا وألمانيا، تُعد علاقات ذات بعد إستراتيجي حافل بكثير من التفاصيل التي دأبت قطر على الاهتمام بها وتركز عليها في علاقاتها مع هذين البلدين.
فاستثمارات قطر في ألمانيا تجاوزت حاجز 30 مليار دولار، كما أن هناك أكثر من 150 شركة ألمانية تعمل في السوق القطري بقطاعات متعددة، وهناك استثمارات في قطاع الكهرباء في ألمانيا، وإمداد للغاز لألمانيا. وتُعد الشراكة بين شركة إيني الإيطالية وقطر للطاقة خاصة في المشاريع المتعلقة بحقل الشمال والغاز القطري، شراكة قوية، كما تستقبل محطة /أدرياتيك/ بإيطاليا كميات كبيرة تصل إلى أكثر من 8 مليارات متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي المسال القطري.
خاتمة
تُعد زيارة سمو الأمير إلى إيطاليا وألمانيا فرصةً مهمة لتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين قطر والبلدين. فمن المتوقع أن تُشهد علاقات الدوحة مع روما وبرلين نقلة نوعية نحو شراكة استراتيجية مثمرة، مما يُعزز مد جسور التعاون وتقوية الروابط المشتركة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً