بعد 250 عاماً.. العثور على "خربشات" أعظم شعراء الإنجليزية
"خربشات" ويليام بليك تكشف أسراراً جديدة بعد 250 عاماً
اكتشف باحثون من جامعة أكسفورد مجموعة من الرسومات والخطوط وخربشات الشاعر والرسام الإنجليزي ويليام بليك على ألواح نحاسية تعود إلى 250 عاماً مضت. تُعدّ هذه النقوش أقدم دليل على أعمال بليك الفنية في القرن الثامن عشر، والتي تم العثور عليها في مكتبات بودليان بأكسفورد.
استُخدمت تقنية جديدة قادرة على التقاط النقوش غير المرئية (ARCHiOx) للمكتبة، والتي يمكنها مسح سطح الأشياء بأكثر من مليون بكسل لكل مربع، لتحديد تلك النقوش.
كشف أسرار "المتدرب" الشاب
يقول مارك كروسبي، أستاذ الأدب في جامعة ولاية كانساس: "تنبع هذه العلامات، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، من الفترة التي قضاها بليك كمتدرب في استوديو النحات الرئيسي جيمس بازير، في سبعينيات القرن الثامن عشر."
ويضيف كروسبي: "للمرة الأولى منذ أن حفرها بليك على النحاس، يمكننا رؤية تدريبه العملي وخربشات المتدرب الشاب. فمن خلال هذه اللوحات نحصل على نظرة خاطفة على الوجه الحالم الصغير الذي يخرج من الصفيحة النحاسية، ليُعيد أنظارنا عبر قرنين ونصف القرن."
تعلم تقنيات النحت
كان جيمس بازير يصنع مطبوعات تصويرية، وهي إحدى الطرق الرئيسية لطباعة الكتب المصورة في ذلك الوقت. تُظهر بعض النقوش كيف كان بليك يتعلم بشكل منهجي أسلوب بازير. في إحدى اللوحات، رسم بليك حرف "O"، وفي أخرى حفر سهماً قصير المدى، وهو الشكل الذي استخدمه لاحقاً في اثنتين من لوحاته بالألوان المائية، بعنوان "الفردوس المفقود."
رحلة "الفردوس المفقود"
تم إنشاء اللوحات كرسوم توضيحية مصاحبة للآثار القبرصية في بريطانيا العظمى، بواسطة ريتشارد جوف، وهو عالم أثري ركزت أعماله على المقابر الإنجليزية من الفتح النورماندي إلى القرن السابع عشر. كلّف جوف استوديو بازير بإنشاء نسخ مصوّرة لمقابر العصور الوسطى، بما فيها تلك الموجودة في دير وستمنستر. على الرغم من أن جوف التحق بجامعة كامبريدج (غادرها بدون شهادة جامعية عام 1756)، تم توريث اللوحات إلى مكتبات "بودليان" عام 1809.
بليك والرومانسية
وصفت لوحات بليك وقصائده بأنها جزء من الحركة الرومانسية وما قبلها. كتب بليك في إحدى قصائده:
لا تسعَ إلى إفصاحِ حبِّك أبداً
فالهوى ما كان يوماً يُقال
وعذبُ الهوا يهبُّ
بصمتٍ ولا نراه.
كان ويليام بليك (28 نوفمبر 1757 - 12 أغسطس 1827) شاعراً ورساماً وصانع مطبوعات إنجليزياً. لم يتم الاعتراف به إلى حد كبير خلال حياته، لكنه أصبح شخصية بارزة في تاريخ الشعر والفنون البصرية في العصر الرومانسي. وعلى الرغم من أن معاصريه اعتبروه مجنوناً بسبب آرائه المختلفة، إلا أنه حظي بتقدير كبير من النقّاد والقرّاء اللاحقين بسبب تعابيره وإبداعاته، والتيارات الفلسفية والصوفية في أعماله.
اكتشافات جديدة
يقدم هذا الاكتشاف الجديد نظرة ثاقبة على بليك الشاب ومهاراته الفنية. وتُبرز هذه النقوش أهمية المكتبات في حفظ المخطوطات والتراث الثقافي. وستساعدنا هذه الاكتشافات على فهم بليك وأعماله بشكل أفضل، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم هذا الشاعر والرسام الرائع.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً