بمناسبة شهر "أكتوبر الوردي": مركز "الكريديف" يسلّط الضوء على الصحة الجسدية والنفسية للمصابات بسرطان الثدي
"الكريديف" يسلط الضوء على الصحة الجسدية والنفسية للمصابات بسرطان الثدي في "أكتوبر الوردي"
في إطار شهر "أكتوبر الوردي" للتوعية بسرطان الثدي، نظّم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف"، صباح اليوم الخميس، تظاهرة تحسيسية وتوعوية حول مرض سرطان الثدي. يأتي هذا الحدث في وقتٍ يحتل فيه سرطان الثدي المرتبة الأولى في الأمراض السرطانية التي تصيب النساء التونسيات.
تسليط الضوء على الصحة الجسدية والنفسية للنساء
تحت عنوان "الكريديف بالوردي في أكتوبر الوردي",
شارك في التظاهرة نخبة من الأخصائيات في الأورام الخبيثة والمعالجة النفسانية بالإضافة إلى حضور عدد من الناجيات من سرطان الثدي. أوضحت مديرة "الكريديف" العامة ثريا بالكاهية أن الهدف من هذه التظاهرة هو تسليط الضوء على الصحة الجسدية والنفسية للنساء، مشيرة إلى أهمية تعاضد جهود الحكومة والمجتمع المدني من أجل التوعية بهذا المرض والتقصي المبكر لسرطان الثدي.
أعراض سرطان الثدي وأهمية التقصي المبكر
قدّمت الأستاذة الجامعية في علم الأورام الخبيثة ومداواة السرطان بمعهد صالح عزيز بتونس، نسرين شريط خياطي، معلومات عن مرض سرطان الثدي وأعراضه والأدوية العلاجية المتوفرة وأهمية التقصي المبكر لمكافحة هذا المرض وزيادة نسبة الشفاء.
أدوية جديدة لمعالجة سرطان الثدي
أوضحت الأخصائية وجود أدوية حديثة أثبتت فاعليتها، من بينها "الدواء الموجّه" الذي يعتبر أكثر فاعلية من العلاج الكيميائي ويستهدف خلايا معينة من سرطان الثدي ليقضي عليها دون غيرها من الخلايا الأخرى (خلايا نمو الشعر والأظافر..)، بالإضافة إلى الدواء المناعي الذي يُقدم في حالات معينة، بعد إجراء عدد من التحاليل الجينية.
أسباب الإصابة بسرطان الثدي
أشارت الأخصائية إلى أن سرطان الثدي يظهر عندما تشهد خلية طبيعية نموا غير طبيعي يحدث تغيرا وخللا في عملها ويؤدي الى نمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي بطريقة "غير مشروطة" فتصبح خلايا سرطانية خبيثة تمنع جهاز المناعة من مهاجمتها. تتمثل عوامل الإصابة بهذا المرض في العوامل الجينية والتغيرات المناخية ونمط عيش الفرد والنظام الغذائي والتدخين واستهلاك الكحول.
التقصي المبكر: أهمية سن 25 سنة
أكدت الأخصائية على ضرورة إجراء التقصي قبل 10 سنوات من عمر 50 سنة، مشيرة إلى إمكانية قيام الفئات العمرية 25 سنة فما فوق بالتقصي في حالة وجود تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الثدي وسرطان البويضات صلب العائلة.
تحاليل جينية للكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي
يمكن التثبت من إمكانية الإصابة بسرطان الثدي بداية من سن 25 من خلال تحاليل جينية ترصد جينات معينة، طفرة (BRCA) التي من الممكن أن تتسبب في نمو الخلايا السرطانية.
العلاجات: العلاج الكميائي، الجراحة، استئصال الثدي
في الحالات المبكرة، اعتبرت الأخصائية العلاج الكميائي أهم علاج قبل إجراء العملية الجراحية لإستئصال المرض في منطقة من الثدي. أما في حالات تقدم مراحل المرض فالحل الوحيد يتمثل في استئصال الثدي خاصة عندما ينتشر السرطان في العديد من المناطق في الثدي.
التوعية بأهمية التقصي المبكر
لاحظت الأخصائية وجود وعي متزايد في صفوف التونسيات بأهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي، ورغبة في مزيد التعرف على هذا المرض وطرح الأسئلة حوله، لاسيما مع توفر المعلومات على الانترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
سرطان الثدي والأنوثة: ماذا عن نفسية المرأة؟
من جهتها، أكدت الأخصائية والمعالجة النفسانية بجامعة منوبة وأمينة مال الجمعية التونسية لعلم النفس، خلود الزاير، في مداخلتها بعنوان "سرطان الثدي والانوثة: ماذا عن نفسية المرأة",
وجود دراسات تثبت أن عملية الشفاء مرتبطة بما يسمى "التنفيس الإنفعالي". ويتمثل "التنفيس الانفعالي" في محاولة النساء المصابات الخروج من المشاعر السلبية والصعوبات النفسية خلال فترة المرض أو ما بعد المرض، من خلال مشاركة تجاربهن الخاصة مع المرض مع نساء ناجيات من سرطان الثدي وعشن نفس التجربة أو الالتجاء إلى الأخصائيين النفسانيين او ممارسة الرياضة والاستماع الموسيقى العلاجية التي أثبتت نجاعتها في دعم المرضى، وفق الأخصائية.
التأقلم مع فقدان الأنوثة
قالت إن المرأة عندما تتلقى العلاج الكيميائي الذي يتسبب بالخصوص في تساقط الشعر، تشعر في البداية بالحزن على فقدان أنوثتها التي ترتبط حسب المعايير الجمالية والموروث المتعلق بجسد المرأة بالشعر الطويل والثدي البارز، فتعيش حدادا على صورة جسدها على أربع مراحل وهي الإنكار، والغضب، ثم الحزن فالتأقلم والعودة إلى الحياة العادية.
شهادات لنساء ناجيات من سرطان الثدي
تم خلال هذه التظاهرة عرض فيديوهات توعوية حول سرطان الثدي وشهادات لنساء ناجيات من هذا المرض، تحدثن عن تجاربهن في محاولة لمساندة كل مصابة بصدد محاربة هذا المرض، وتشجيعها على المقاومة. وأكدت بعض المتدخلات أن الانوثة مصطلح متغير ولا يقتصر على الجسد فقط بل هو أوسع من ذلك.
إحصائيات سرطان الثدي في تونس
ويذكر أن تونس سجلت 4300 اصابة جديدة بسرطان الثدي في سنة 2023 ليحتل سرطان الثدي المركز الأول في قائمة مختلف السرطانات، التي تجاوز عدد المصابين بها 22 ألفا و200 إصابة خلال نفس السنة منها أكثر من 10 آلاف 300 حالة لدى النساء، استنادا إلى إحصاءات وزارة الصحة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً