بهاء طاهر يعيد قراءة النهضة العربية!

بهاء طاهر: قراءة في "ثقافة الحرية" والنهضة العربية

رحلة المثقف العربي نحو الحداثة

يشكل كتاب "ثقافة الحرية: صعود الدولة المدنية وانحسارها" لبهاء طاهر رحلة مثيرة للاهتمام في تاريخ الفكر العربي الحديث. في هذا الكتاب، يعيد بهاء طاهر قراءة نهضة مصر والعالم العربي من خلال عدسة "ثقافة الحرية"، متتبعًا تطور مسيرة التنوير والنهضة منذ عصر رفاعة الطهطاوي وصولاً إلى جيل يوسف إدريس وجيل الستينيات.

يسلط الكتاب الضوء على دور المثقفين العرب في إحداث هذه النقلة التاريخية، مؤكدًا على أهمية التعليم العصري في تكوين فكر حر ومستقل. يسعى الكتاب إلى تفكيك فكرة أن الحملة الفرنسية على مصر قد أسهمت في النهضة العربية، بل يُقدم بهاء طاهر وجهة نظر مختلفة، مُدّعياً أن الحملة الفرنسية قد أبطأت من مسيرة التطور الثقافي، مستندًا إلى فكرة أن الثقافة العربية الحديثة لم تتكون من خلال تقليد الغرب بشكل مباشر، بل عبر مواجهة قيمه وتحديها.

دور الحاكم والمثقف في التغيير

يتناول بهاء طاهر دور الحاكم محمد علي باشا في مسيرة النهضة، مشيرًا إلى أهمية قراره باعتماد اللغة العربية في الإدارة الحكومية، وكذلك دور التعليم العصري في تكوين جيل جديد من المثقفين. ويستنتج بهاء طاهر أن جهود الحاكم لم تكن كافية وحدها، بل تطلب الأمر وجود جيل جديد من المثقفين الذين ساهموا في إحداث تغيير حقيقي في المجتمع.

ثوابت فكرية للكاتب

تدور فصول الكتاب حول ثوابت فكرية انشغل بها بهاء طاهر في مسيرته الإبداعية، مثل الحرية ودور المثقف في المجتمع والعلاقة بالآخر والصلة بالغرب. يسعى الكتاب إلى تقديم قراءة دقيقة وصادقة عن مسيرة النهضة العربية، ومخاض البحث عن الحرية التي ما زلنا نسعى إليها حتى اليوم.

خلاصة

يمكن اعتبار كتاب "ثقافة الحرية: صعود الدولة المدنية وانحسارها" شهادة قيمة من بهاء طاهر عن التاريخ السياسي والثقافي للمجتمع العربي. يقدم الكتاب رؤية دقيقة وصادقة عن النهضة العربية، والتحديات التي واجهتها، ودور المثقفين في مسيرتها.