تحت المجهر الرقمي.. هل تعيد إيران تشكيل قواعد اللعبة العالمية عبر الذكاء الاصطناعي؟
تحت المجهر الرقمي: هل تعيد إيران تشكيل قواعد اللعبة العالمية عبر الذكاء الاصطناعي؟
محاولة إيران للحاق بالركب التكنولوجي
على الرغم من القيود الدولية المفروضة على إيران في مختلف جوانب البحث العلمي والتكنولوجي، حققت تقدما ملحوظا في بعض المجالات مثل تكنولوجيا النانو. بدأت إيران في التميز في هذا المجال منذ العام 2000، واحتلت المرتبة الرابعة عالميا في تكنولوجيا النانو وفقًا لشبكة العلوم "ويب أوف ساينس".
لكنّ هذه القدرات العلمية تقابلها في المقابل تأخر تكنولوجي للبلاد. تسعى إيران جاهدة لإبراز نفسها في مجال الذكاء الاصطناعي ودمجه في الحكم والحياة اليومية. تحول الذكاء الاصطناعي إلى أبرز الموضوعات على أجندة القادة الإيرانيين، حيث اعتمدت طهران وثيقة استراتيجية وطنية شاملة بشأن هذا المجال.
افتتحت طهران المنظمة الوطنية للذكاء الاصطناعي في يوليو/تموز 2024، بهدف وضع إيران بين أفضل 10 دول تسخّر الذكاء الاصطناعي للحوكمة والاقتصاد الرقمي بحلول عام 2034. تؤكد وثيقة الاستراتيجية الوطنية على ضرورة تحويل إيران إلى دولة ذكية، مشيرة إلى أن الرقمنة وحدها غير كافية وأن التحول الحقيقي يتطلب الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي الكاملة.
هل تمتلك إيران ما يلزم لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي؟
تمتلك إيران قدرات علمية متقدمة، لكنّ التأخر التكنولوجي في القطاعات الصناعية والعسكرية يجعلها ضعيفة أمام خصومها المتفوقين في الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تستفيد إسرائيل من تصدرها في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وتجميع وتحليل بيانات ضخمة في الوقت الفعلي لاتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.
لكنّ هذا الوضع لا يعكس الصورة الكاملة. على الرغم من أن إيران تُنظر إليها على أنها دولة ذات بنية تحتية هشّة، فإنها كانت تبني قدراتها السيبرانية وراء الستار. تُعتبر الأنشطة السيبرانية الإيرانية جزءا من إستراتيجية هجينة تجمع بين القوة العسكرية التقليدية والحرب السيبرانية.
دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات السيبرانية الإيرانية: أدوات جديدة للصراع
في السنوات الأخيرة، بدأت إيران الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتطوير أنظمة معقدة تمكنها من تحسين عملياتها السيبرانية. تستخدم طهران العمليات الإلكترونية لاستكمال إستراتيجياتها الجيوسياسية الأوسع، وتلجأ للمراقبة الإلكترونية للحصول على مزايا إستراتيجية.
أبرز الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي
في أواخر يونيو/أيار وأوائل يوليو/تموز 2024، سرق هاكرز إيرانيون معلومات من حملة دونالد ترامب الرئاسية وأرسلوها إلى مسؤولي حملة بايدن. لم يكن هذا حدثا عابرا، بل زادت طهران ميزاتها من خلال استغلال القدرات السيبرانية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
الذكاء الاصطناعي في عمليات التأثير والمعلومات المدعومة من إيران
من خلال عملياتها السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسعى إيران للتأثير ليس فقط على الأنظمة التقنية والشبكات الإلكترونية، بل أيضا على المناقشات السياسية والاقتصادية العالمية. يقوم فاعلو الهجمات بإنتاج محتوى مزيف أو مضلل موجّه إلى جمهور مستهدف.
التكتيكات السيبرانية الإيرانية في صراعها مع إسرائيل وحلفائها
يُعتبر الهدف الرئيسي للوكالات الإلكترونية الإيرانية هو التجسس الإستراتيجي والاستطلاع لدعم أولويات الدولة وتنفيذ عمليات تأثير مدعومة بالفضاء السيبراني.
١- التعاون الصيني الإيراني في مجال التكنولوجيا: ماذا يخفي وراءه؟
تُعد الصين شريكا إستراتيجيا لإيران في عدة مجالات، لا سيما التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السيبرانية.
٢- التعاون التكنولوجي بين روسيا وإيران
تعد روسيا من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسعى إيران إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال.
ماذا بعد؟
بالنظر إلى المستقبل وإلى الأحداث على مستوى العالم، سيتحول الذكاء الاصطناعي إلى العنصر الحاسم في تحديد نتائج الصراعات العسكرية. ستصبح الهجمات السيبرانية جزءا لا يتجزأ من هذه الصراعات، حيث يمكن للخصوم استهداف البنية التحتية الحيوية لأعدائهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأمام هذا التحول السريع وغير المسبوق للحروب في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، من الضرورة بمكان تكيف الجهات الفاعلة الدولية مع هذا التحوّل، والعمل على تغيير قواعد اللعبة غير المتكافئة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً