تحقيق لبي بي سي: المهربون يبيعون قوارب الموت في مدينة ألمانية
مدينة ألمانية مركز لتهريب قوارب الموت إلى بريطانيا
تحقيق لبي بي سي يكشف عن شبكة تهريب خطيرة من إيسن إلى سواحل انجلترا
كشف تحقيق أجرته بي بي سي على امتداد خمسة أشهر عن صلة ألمانيا بتجارة تهريب المهاجرين القاتلة عبر بحر المانش. تم رصد نشاط هذه الشبكة في مدينة إيسن الألمانية، حيث يتواجد العديد من المهاجرين أو يمرون بها. خلال عملية تصوير خفية، أظهر المهربون لصحفي بي بي سي متنكرًا كلاجئ، كيف يتمّ تخزين القوارب في مخازن سرية، وتوزيعها لاحقًا على طول السواحل الفرنسية، حيث يتجرأ المهاجرون على عبور بحر المانش في رحلات خطيرة في قوارب الموت الصغيرة.
مدينة إيسن: مركز رئيسي لعمليات التهريب
أكدت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا لبي بي سي أن ألمانيا أصبحت مركزًا أساسيًا لتخزين القوارب والمحركات التي تستعمل في عبور بحر المانش. وقالت دراسة أجرتها المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، إنّ "القوارب تنقل عادة بالسيارات من ألمانيا وبلجيكا وهولندا إلى السواحل الفرنسية، وأن ألمانيا مركز توزيع أساسي في هذه العمليات". ووفقًا لدراسة المبادرة العالمية، فإنّ موقع مدينة إيسن يسمح بنقل القوارب إلى فرنسا بسرعة، كما أنّها ليست قريبة جدًا من الشواطئ المراقبة شمالي فرنسا. وقد اعتمدت عصابات التهريب على موقع مدينة إيسن لعدة أسباب، من بينها "تدابير مكافحة التهريب" الصارمة في فرنسا، ما دفع بالعصابات إلى العمل من مسافات بعيدة.
شبكة تهريب منظمّة ومربحة
أظهر تحقيق بي بي سي أنّ المهربين يعملون في شبكة منظمة، حيث يتمّ تخزين القوارب في مخازن متعددة، وإخفاؤها في حال مداهمة الشرطة، بينما تقوم عصابات التهريب بتوصيل القوارب في غضون 3 إلى 4 ساعات إلى كالي، باستخدام الطريق السريعة. وتُقدّر أرباح المهربين بـ "هائلة"، حيث يأخذون عن البالغ الواحد 2000 يورو في رحلة واحدة، تضم العشرات من المهاجرين. وقد أظهر تحقيق بي بي سي أنّ المهربين يعرضون على المهاجرين "عروضًا" كاملة تتضمن تسليم القارب في كالي مع المحرك والوقود والمضخة و60 سترة نجاة. ويُقدّر سعر العرض الكامل بـ 15 ألف يورو، بينما يمكن للمهاجرين شراء القارب بأنفسهم من مخزن في إيسن مقابل 8 آلاف يورو.
تحديات وجهود مكافحة التهريب
تُعتبر مهنة تهريب المهاجرين في قوارب الموت عبر بحر المانش خطيرة للغاية، فالقوارب غير صالحة للبحر وتعرض حياة المهاجرين للخطر. وتُقدّم عصابات التهريب "طعما" للشرطة، بتركها قوارب في مخزن واحد عند وجود مداهمة من قبل الشرطة، بينما تظل القوارب الأخرى في أماكن آمنة. وتتواصل عصابات التهريب مع المهاجرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويرسلون لهم صورًا وفيديوهات للقوارب والمحركات، ويُطلب منهم سداد ثمن القارب عبر نظام الحوالة. وتشير السلطات البريطانية والألمانية إلى أنّ هناك تعاونًا بين البلدين لمكافحة عصابات التهريب، ولكنّه لا يزال هناك عملٌ كبيرٌ لإيقاف هذا النشاط الإجرامي الخطير.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً