تقرير: "البؤر الرعوية" أداة للسيطرة على أراضي الفلسطينيين
"البؤر الرعوية": أداة إسرائيلية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية
يشير تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إلى أن "المزارع الرعوية" أصبحت أداة أساسية في سياسة إسرائيل الاستعمارية، وذلك في سياق الحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية. تهدف هذه المزارع إلى الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المصنفة (ج) تحت رعاية سلطات الاحتلال.
العنف المتطرف والمزارع الرعوية
أكد التقرير على ازدياد الأدلة التي تشير إلى أن البؤر الاستعمارية الزراعية والرعوية أصبحت بيئة خصبة للعنف المتطرف. ويستخدم المستعمرون هذه المزارع لفرض الضغوط على السكان الفلسطينيين، ويقومون بتدريب المراهقين على العنف والكراهية، كما هو الحال في مزرعة "زوهار" في غور الأردن، ومزرعة "همكوك" بالقرب من رام الله، ومزرعة "ينون ليفي" جنوب جبل الخليل.
ازدياد عدد المزارع الرعوية وتوسعها
بدأت هذه المزارع الاستعمارية في الظهور في الثمانينيات، حيث أُقيمت بعضها قرب جبل الخليل ومدينة نابلس. ومع مرور الوقت، ازداد عدد هذه المزارع بشكل ملحوظ، فقد وصل إلى حوالي 23 مزرعة في بداية عام 2017، وأصبح أكثر من 90 مزرعة في الوقت الحالي. وتهدد هذه المزارع مساحة تقارب 650 ألف دونم، أي نحو 12% من مساحة الضفة الغربية.
"أمانا": رأس حربة الاستيطان
يُعتبر زئيف حيفر، المعروف بـ"زمبيش"، من القادة البارزين في هذه الحركة، وهو مرتبط بشكل وثيق برئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. تعتبر جمعية "أمانا" ذراعًا تنفيذية رئيسية لإنشاء هذه البؤر الاستعمارية. وتعمل هذه الجمعية على السيطرة على مساحة أكبر من الأرض عن طريق المزارع، وهي مساحة تفوق مساحة جميع المستعمرات مجتمعة، وفقًا لحيفر.
دعم حكومي واسع للمزارع الرعوية
دعمت دولة الاحتلال هذه المزارع بقوة، من خلال تقديم منح ضخمة عبر مختلف الوزارات الحكومية، والسلطات المحلية، والمؤسسات الصهيونية. وذلك بهدف تحويل "المزارع الرعوية" إلى مشروع عام وتعزيز السيطرة على الأرض بأقل قدر ممكن من القوى البشرية.
التمويل والتشجيع الحكومي
وزارة المالية الإسرائيلية تخطط منح هذه المزارع شرعية قانونية. وتقدم وزارات حكومية متعددة، منها 6 على الأقل، تمويلاً ودعماً لهذه المزارع. كما تحصل هذه المزارع على ملايين الشواقل من خلال برامج دعم خاصة بها، وتوفير البنية التحتية، وتسليحها، وإقامة الطرق الموصلة إلى أعماق المنطقة المستهدفة.
الصندوق القومي اليهودي: شريك أساسي
يُعتبر الصندوق القومي اليهودي "كيرين كييمت" من أهم الداعمين لمشروع المزارع الاستعمارية. ويشارك في مبادرات "شبيبة في خطر" التي تُوظف كواجهة اجتماعية لمشروع مُستهدف لتمويل وتدريب الشباب المعرضين للخطر. وهكذا يتم تبييض صورة هذه المزارع من خلال تقديم خدمات "تعليمية" و"تأهيلية".
استغلال الشباب المعرضين للخطر
أصبح مصطلح "الشباب المعرضين للخطر" أداة للترويج لمشروع المزارع الاستعمارية وتجميل صورتها عالمياً. ويتم توظيف هذه المزارع كأماكن "تعليمية و"تأهيلية" لإيواء الشباب المعرضين للخطر في إطار مشاريع "صندوق كييمت". وتُوجه هذه الجهود لتمييع صورة هذه المزارع والادعاء بأنها مشاريع اجتماعية.
الخلاصة
تُشكل "المزارع الرعوية" أداة مُستمرة للتوسع الاستعماري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وتُوظف في هذا المشروع موارد حكومية ضخمة، و يتم استغلال الشباب المعرضين للخطر لإضفاء شرعية زائفة على هذه المزارع واستخدامها للتوسع في الأراضي المستهدفة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً