تقرير: أهالي رميش الحدودية المحاصرون بين إسرائيل و«حزب الله» عازمون على الصمود
رميش الحدودية: صمود السكان بين إسرائيل و"حزب الله"
شهداء الحرب
تقع بلدة رميش المسيحية في جنوب لبنان على بُعد أقل من كيلومتر واحد من الخط الأزرق الذي يُحدد الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث تقع تحت سيطرة "حزب الله" من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. تجربة سكانها هي قصة صمودٍ في وجه الحرب الدائرة منذ عام، حيث تُحاصر البلدة بين نيران الطرفين.
تعيش ماريا وعائلتها في رميش، مثل 5500 أسرة أخرى في القرية، تحت وطأة القصف المتواصل. تقول ماريا: "عندما تطلق إسرائيل النار، فإن النيران تمر من فوقنا. وعندما يرد "حزب الله"، الأمر نفسه يحصل." يشعر سكان رميش بحالة من الخوف من أن تصبح قريتهم ساحة معركة، بينما يخشون أن تصبح معزولة تماماً عن العالم الخارجي.
أجمل قرية في العالم
تعاني رميش من انعدام شبكة الهاتف، ويتم توصيلها بالمواد الغذائية والأدوية من خلال قافلة إمدادات ترافقها قوات الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة لـ"اليونيفيل". تظهر المشاهد على الطريق إلى رميش دماراً واسعاً، مع سيارات مهجورة، وخطوط كهرباء مقتلعة، ونوافذ متاجر محطمة. تُزين أعلام "حزب الله" الممزقة المباني المدمرة، بينما يُظهر السكان تمسكهم بأرضهم، مع تصريح ابنة ماريا: "لن نتخلى عن منزلنا أبداً. رميش هي أجمل قرية في العالم."
حياة مُستحيلة
يقف سكان رميش في مواجهة تحديات هائلة، حيث يعيشون في فقرٍ شديدٍ، يفتقرون إلى الخدمات الأساسية. يزداد وضعهم سوءاً مع وصول لاجئين من قرية "عين إبل" المسيحية المجاورة، التي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها. يُواجه سكان رميش صعوبات في استقبال لاجئين من الطائفة الشيعية، خوفاً من أن يكونوا مرتبطين بـ"حزب الله" وأن يُصبحوا هدفاً للجيش الإسرائيلي.
الخوف من المستقبل
يُعبر السكان عن مخاوفهم من المستقبل، ويخشون من عواقب الحرب على حياتهم ووجودهم. يُجسد فنسنت جيلو، مدير جمعية "عمل الشرق" في لبنان، هذه المخاوف عندما يقول: "إن وجود هذه القرى في حد ذاته في خطر. وإذا اضطروا إلى الفرار للمرة الألف، فلن يعود بعضهم، كما هو الحال في العراق وسوريا."
فترة ما بعد الحرب
يُؤكد السكان أنهم على علاقة جيدة مع جيرانهم من الطائفة الشيعية، ولكنّهم يخشون من أن يُهاجمهم "حزب الله" بسبب عدم دعمهم للحرب. تتجه المخاوف نحو مستقبل مجهول، حيث يُؤكد السكان أن حياتهم توقفت مع بداية الحرب، ويخشون من عواقبها على حياتهم في المستقبل.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً