تقلب مؤشرات الأسهم الأميركية وسط إعادة تقييم وتيرة خفض الفائدة
تقلبات سوق الأسهم الأميركية وسط إعادة تقييم وتيرة خفض الفائدة
تقييم السوق لوتيرة خفض أسعار الفائدة
تذبذبت مؤشرات الأسهم الأميركية مع قيام المتداولين بإعادة تقييم احتمالات تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وقد حامت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات حول مستوى 4.2%.
قلصت وول ستريت رهاناتها على تخفيف السياسة النقدية وسط استمرار قوة الاقتصاد الأميركي، حيث أظهر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي حذراً بشأن وتيرة انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل. وساهم ارتفاع أسعار النفط واحتمال حدوث عجز مالي أكبر بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في زيادة مخاوف السوق. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، قلص المتداولون نطاق التخفيضات المتوقعة من بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى سبتمبر 2025 بأكثر من 10 نقاط أساس.
"بالطبع، لا ينبغي أن تكون العوائد المرتفعة سلبية بالنسبة للأسهم. دعونا نواجه الأمر، ترتفع سوق الأسهم مع صعود عائدات السندات لمدة شهر كامل الآن"، وفق مات مالي، من شركة "ميلر تاباك +كو" (Miller Tabak + Co). وأضاف: "ومع ذلك، ونظراً لمدى كلفة السوق اليوم، فهذه العوائد المرتفعة يمكن أن تسبب بعض المشاكل لسوق الأسهم في وقت قريب جداً".
مخاطر محدقة بسوق الأسهم
ارتفعت سوق الأسهم هذا العام بفضل تماسك الاقتصاد وأرباح الشركات القوية والتكهنات حول انجازات الذكاء الاصطناعي -مما أدى إلى ارتفاع مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 20%. ومع ذلك، تستمر المخاطر في الظهور: من انتخابات أميركية متقاربة إلى الحرب في الشرق الأوسط، وعدم اليقين بشأن مسار تيسير الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.
من جهتها، قالت سوليتا مارسيلي، من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": "في حين تشير البيانات الأخيرة إلى اقتصاد أميركي أكثر مرونة مما كان يعتقد سابقاً، فإن الاتجاه العام لخفض التضخم لا يزال متماسكا، ولا تزال المخاطر السلبية -وإن كانت أقل- على سوق العمل قائمة"، و"ما زلنا نتوقع خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس أخرى في 2024، و100 نقطة أساس من التخفيضات في 2025. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة".
وتيرة أبطأ لخفض الفائدة
أشار معظم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين تحدثوا في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أنهم يفضلون وتيرة أبطأ لخفض أسعار الفائدة. وبدأ صناع السياسات النقدية في اجتماعهم الشهر الماضي بخفض الفائدة للمرة الأولى منذ ظهور الوباء. وخفضوا مؤشرهم المرجعي بمقدار نصف نقطة مئوية، إلى نطاق يتراوح بين 4.75% إلى 5%، مع تزايد المخاوف من تدهور سوق العمل وتباطؤ التضخم بالقرب من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
"يمكننا أن نشير إلى بضعة أسباب لارتفاع أسعار الفائدة على الأوراق المالية طويلة الأجل عالمياً، لكن أحد الاحتمالات هو أن الأسواق تؤيد بشدة قيام البنوك المركزية بتخفيف سياستها النقدية قبل أن نشهد انخفاضاً مستداماً في التضخم"، وفق بيتر بوكفار مؤلف "بوك ريبورت"، مضيفاً "ما زلت أبدي نظرة هبوطية على الأوراق المالية طويلة الأجل، ونظرة متفائلة لنظيراتها قصيرة الأجل".
التقلبات والانتخابات الأميركية
في غضون ذلك، قال صندوق النقد الدولي إن الانتخابات الأميركية تخلق "قدرا كبيرا من عدم اليقين" للأسواق وصناع السياسات، نظرا للتباين الحاد في الأولويات التجارية للمرشحين. وتخلق هذه الفجوة خطر حدوث جولة أخرى محتملة من التقلبات في الأسواق العالمية على غرار عمليات البيع الهائلة في أغسطس.
قالت كالي كوكس، من شركة "ريثولتز ويلث مانجمنت" (Ritholtz Wealth Management): "الرؤساء لا يسيطرون على الأسواق"، و"بمرور الوقت، كان القاسم المشترك في سوق الأسهم هو الاقتصاد والأرباح، وليس من يجلس في المكتب البيضاوي. نتوقع تقلبات مبنية على المعنويات في الأسواق مع اقترابنا من يوم الانتخابات. لكن تذكروا أن العواصف التي تغذيها الانتخابات غالبا ما تتبدد بسرعة".
موسم نتائج الأعمال
مع بداية موسم الأرباح، تجني الشركات الأميركية أفضل مكافأة في سوق الأوراق المالية منذ خمس سنوات لتجاوزها توقعات الأرباح التي تم تخفيضها في الفترة التي سبقت موسم إعداد التقارير.
تفوقت أسهم الشركات المدرجة على مؤشر "إس آند بي 500" التي سجلت أرباحًا أفضل من المتوقع في الربع الثالث على المؤشر المرجعي بمتوسط 1.74% في يوم إعلان النتائج، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس". ويعد هذا هو أقوى معدل في سجلات "بلومبرغ إنتليجنس" التي تعود إلى عام 2019.
وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات أن الشركات التي جاءت نتائج أعمالها دون التقديرات تخلفت عن مؤشر "إس آند بي 500" بمتوسط 1.5%، وهو أداء أقل حدة من 1.7% التي حققتها في الربع الثاني.
قالت ميغان هورنمان من شركة "فيردينس كابيتال أدفيزورز": "في موسم الأرباح هذا، نراقب ما تقوله الشركات عن التضخم والاقتصاد"، وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك، وجهة نظرهم بشأن أسعار الفائدة، خاصة إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يستطيع أن يكون جريئاً كما تتوقع السوق في هذه المرحلة. من الجيد أن نرى المحللين أصبحوا واقعيين بشأن نمو الأرباح لعام 2025. ومع ذلك، عند نمو الأرباح 15%، نعتقد أنه لا يزال متفائلاً للغاية نظرًا لتوقعات تباطؤ النمو الاقتصادي في عام 2025".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً