تلقي وزير خارجية تونس توجيهات من الرئيس الجزائري يثير جدلاً واسعا
جدل واسع حول توجيهات الرئيس الجزائري لوزير خارجية تونس
لقاءات رسمية ومباحثات مثيرة للجدل
شهد الأسبوع الماضي زيارةً رسميةً لوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، إلى الجزائر، حيث التقى نظيره الجزائري أحمد عطاف. وأكدت وزارة الخارجية التونسية أن اللقاء تميز بتطابق وجهات النظر وانسجام المواقف بين البلدين بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى الإقليمي والدولي.
وتضمنت المحادثات، وفق بيان الخارجية الجزائرية، التحضير للقمة الثلاثية المقبلة التي ستجمع الرئيسين التونسي والجزائري ورئيس المجلس الرئاسي الليبي في مدينة طرابلس، مؤكدةً التزام الدول الثلاث بتنفيذ قرارات وتوصيات قمة تونس السابقة لتعزيز التعاون الثلاثي.
لقاء مع الرئيس الجزائري: توجيهات مثيرة للجدل
بعد مباحثات الوزيرين، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير خارجية تونس في قصر المرادية. وأثنى النفطي، خلال ندوة صحفية عقب اللقاء، على مستوى العلاقات بين البلدين، مشددًا على أهمية هذه العلاقات التاريخية.
لكن تصريحه عن تلقي “توجيهات” من الرئيس تبون حول “الحفاظ على هذه العلاقات التاريخية” أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتبره البعض إهانة للشعب التونسي، وتعبيرًا عن ضعف الدبلوماسية التونسية.
آراء ومواقف متباينة
أكد بعض المراقبين أن تغطية الإعلام الجزائري الواسعة لتصريحات النفطي تهدف إلى تأكيد الهيمنة الجزائرية على تونس وفرض وصاية عليها.
من جهته، اعتبر السياسي التونسي والأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، محمد الأسعد عبيد، أن تصريحات النفطي تنطوي على “إهانة وتعدٍ على كرامة الشعب التونسي”، مؤكدًا على أن تونس تحتاج إلى كفاءات سياسية ودبلوماسية لبناء دولة مستقلة.
وشدد عبيد على ضرورة أن تكون “التوجيهات”، خاصةً في المجال الخارجي، من الرئيس إلى المرؤوس، وليس من أي شخص آخر، مؤكدًا أن هذا يدل على ضعف الأزمة التي تعاني منها تونس.
وأكد عضو المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، محمد الغيث ماء العينين، أن الإعلام الجزائري يروج لتصريحات النفطي لإظهار تونس وكأنها “ملحقة تابعة للجزائر”، معتبرًا أن الجزائر تسعى للهيمنة على دول الجوار من خلال فرض الوصاية عليها.
وأشار ماء العينين إلى أن هذا الخطأ الدبلوماسي يعكس وجود إشكال في الطاقم الدبلوماسي المحيط بوزير الخارجية التونسي، مؤكدًا أن استغلال هذا الخطأ يهدف إلى تعزيز حضور الجزائر في المنطقة.
تساؤلات حول مستقبل العلاقات التونسية الجزائرية
خلص المحللون إلى أن الوضع الحالي الذي تعيشه تونس لا يمكن أن يستمر، مهما حاولت الجزائر التأثير على القرارات التونسية، مشددًا على أن الجزائر تراهن على خلق الصراعات، كونها دولة لا يمكن أن تعيش في بيئة آمنة ومستقرة.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل العلاقات التونسية الجزائرية، وسط مخاوف من تأثير التصريحات الأخيرة على الثقة بين البلدين.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً