"تلمع مثل الذهب".. الكشف عن أحفورة نادرة أذهلت العلماء بسبب لونها العجيب
اكتشاف حفرية نادرة لامعة "تلمع مثل الذهب" مذهلة للعلماء
قطعة مجوهرات تاريخية تفتح بوابة على عالم قديم
في ولاية نيويورك بأمريكا، تم اكتشاف حفرية قديمة لامعة، تُشبه إلى حد كبير قطعة مجوهرات مُصنوعة بمهارة. لكن هذه الحفرية، في الواقع، تُشكل بوابةً إلى عالم طبيعي يعود تاريخه إلى 450 مليون عام.
تم تحديد هذه الحفرية المذهلة كنوع جديد من المفصليات. ووجد العلماء أنّها تُشكل صِلةً بعيدة مع سرطان حدوة الحصان الحديث، والعقارب، والعناكب. وتُشبه بشكلٍ كبير الروبيان الحديث.
عالم غامض قبل 450 مليون عام
كان هذا المخلوق يعيش في قاع المحيط خلال العصر الأوردوفيشي (منذ 485 مليون إلى 444 مليون عام).
**لون ذهبي لامع **
يُطلق على هذا الكائن اسم "Lomankus edgecombei". ويتميز بلون ذهبي لامع بشكل ملحوظ.
ذلك لأنّه محفوظ بشكل ثلاثي الأبعاد بواسطة البيريت الحديدي، وهو معدن يُعرف باسم "ذهب الأحمق".
وهذه طريقة غير عادية للغاية لتشكّل الحفريات.
أحد الاكتشافات النادرة
تم العثور على هذه الحفرية ضمن مجموعة من خمس عينات، تمّ وصفها في ورقة بحثية نُشرت في مجلة "Current Biology". وُجدت هذه الحفريات في منطقة غنية بالحفريات في وسط ولاية نيويورك تُعرف باسم "Beecher’s Bed".
أسرار بنية الحفرية
بدأ لوك باري، المؤلف الرئيسي للدراسة، بفحص الحفرية عندما كان باحثًا في مرحلة ما بعد الدكتوراه في "متحف ييل بيبودي".
تم الاحتفاظ بثلاث عينات في هذا المتحف.
تبرع أحد هواة الجمع بعينتين إضافيتين إلى يو ليو، المؤلف المشارك وأستاذ علم الأحياء القديمة في جامعة "يونان" في الصين.
وتمّ ضم هاتين العينات إلى مجموعة المتحف كذلك.
ونظرًا لكثافة البيريت الكبيرة في هذه الحفرية، تمكن باري من مسحها باستخدام التصوير المقطعي المحوسب.
وكشف هذا المسح عن تفاصيل خفية عن بنية الحفرية.
اكتشاف يُلقي الضوء على تطور المفصليات
يُلقي هذا الاكتشاف الضوء على سبب تطور المفصليات مع زوائد بارزة من الرأس.
معدن ثمين يُسهم في حفظ التفاصيل
قال باري، وهو أستاذ مشارك في علم الأحياء القديمة بجامعة "أكسفورد" الآن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "اندهشت من مدى جودة مستوى الحفظ".
وأضاف: "الحفظ عن طريق البيريت بهذا النوع أمر نادر للغاية. ففي آخر نصف مليار عام، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأمثلة على الأماكن التي يحدث فيها هذا الشيء".
جمال تاريخي
أشار ستيف بروسات، أستاذ علم الحفريات والتطور في كلية علوم الأرض بجامعة "إدنبرة"، إلى أنّ أحفورة "Lomankus" تُعتبر بمثابة اكتشاف غير عادي.
وشرح بروسات، الذي لم يشارك في الدراسة، أنّها "من أروع الحفريات التي رأيتها من الناحية البصرية على الإطلاق. إنّها تلمع مثل الذهب، وتبدو كأنها تنتمي إلى متحف فني".
** تفاصيل دقيقة **
وأشار بروسات أيضًا إلى أنّ "مادة ذهب الأحمق تُظهر تفاصيل دقيقة للعديد من أجزاء جسم هذا الكائن المفصلي، بما في ذلك الهياكل الحسية الصغيرة الرقيقة البارزة من رأسه".
** حبس في الحجر**
وأضاف: "عادةً ما "تُمحى مثل هذه العناصر الرقيقة والنحيفة بمجرد موت الحيوان ودفنه، ولكن في هذا المثال، حبسها ذهب الأحمق في الحجر".
اسم يُخلد الذكرى
سُميَّت هذه الفصيلة، التي تنتمي إلى مجموعة منقرضة تسمى "megacheira"، على اسم خبير المفصليات، جريج إيدجكومب.
وهو باحث في متحف التاريخ الطبيعي بلندن.
** استخدام الزوائد**
واستخدمت فصائل أخرى من هذه المجموعة زوائدها الرأسية لصيد الفرائس.
وأشارت الدراسة إلى احتمال استخدام "Lomankus"، الذي كان عديم العيون، الزوائد لاستشعار بيئة الرواسب المحيطية التي عاش فيها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً