توماس توخيل... تضحية بالمبدأ أم بالمدير الفني الأفضل لإنجلترا؟
توماس توخيل: قرارٌ جريءٌ من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم
هل هو التضحية بالمبدأ أم اختيار الأفضل؟
أثار قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتعيين توماس توخيل مديراً فنياً جديداً للمنتخب الإنجليزي جدلاً واسعاً. فمن ناحية، يرى البعض أن هذا القرار يشكل خيانة للمسار الذي اتبعه الاتحاد في السنوات الأخيرة بالاعتماد على المديرين الفنيين الإنجليز. ومن ناحية أخرى، يرى البعض أن توخيل هو الأفضل لهذه المهمة، بغض النظر عن جنسيته.
خروج عن المسار التقليدي؟
كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد وضع شعاراً قبل عقد من الزمان يسمى "الحمض النووي" يهدف إلى تأسيس فلسفة واضحة لجميع المنتخبات الإنجليزية، واعتمد على المديرين الفنيين الإنجليز في معظم المواقع. لكن تعيين توخيل يُعد انحرافاً واضحاً عن هذا المسار.
هل يجب أن يكون المدير الفني إنجليزياً؟
أدى الفشل في تحقيق أي بطولة كبرى منذ عام 1966 إلى سلسلة من التساؤلات حول قدرة المديرين الفنيين الإنجليز على تحقيق النجاح. ويُثار السؤال حول ضرورة اختيار المدير الفني على أساس الجنسية أو على أساس الكفاءة. فعندما فاز منتخب إنجلترا للسيدات ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 تحت قيادة المديرة الفنية الهولندية سارينا ويغمان، لم يشكل ذلك أي مشكلة، بل كان سبباً للاحتفال.
تجارب سابقة واختلافات
تذكرنا خطوة تعيين توخيل بتجارب سابقة مع سفين غوران إريكسون وفابيو كابيلو، اللذين لم ينجحا في تحقيق النجاح مع المنتخب الإنجليزي رغم وجود كوكبة من اللاعبين الموهوبين. وقد واجه الاتحاد الإنجليزي انتقادات شديدة بشأن تعيين توخيل، خاصةً أنه ألماني الجنسية، وذلك بسبب التنافس التقليدي بين إنجلترا وألمانيا في كرة القدم.
معايير الاختيار ورسالة واضحة
منذرةً بهذا القرار، يجب على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن يجيب عن أسئلة حول الرسالة التي يرسلها إلى المدربين الإنجليز. فقد تم تفضيل توخيل على غراهام بوتر وإيدي هاو، وهما مدربان إنجليزيان ذوي خبرة. يبرر الاتحاد ذلك بالقول إنه تعاقد مع أفضل مدير فني متاح للوظيفة. لكن السؤال هو: هل كان الاتحاد الإنجليزي يبحث عن مدير فني إنجليزي أم عن أفضل مدير فني بغض النظر عن جنسيته؟
التوقعات والضغط على توخيل
إن تعيين توخيل يُعد خطوة جريئة من الاتحاد الإنجليزي، وسيُلقي ضغطاً كبيراً على المدرب الألماني لتحقيق النجاح. سيواجه انتقادات حادة إذا لم يحقق النتائج المرجوة، وسيُشاد به إذا نجح في مهمته. وعلى الرغم من التشكيك في قدرته على تحقيق النجاح، لا يستطيع الكثيرون إنكار أنه تم التعاقد مع أحد أعظم المديرين الفنيين المعاصرين.
شخصية توخيل وتجاربه السابقة
يُعرف توخيل بشخصيته المتقلبة، وتاريخه مليء بالصراعات مع مسؤولي الأندية التي عمل معها. لكن قدرته على قيادة الفرق إلى النجاح لا تُنكر، فقد حقق العديد من الألقاب مع فرق مختلفة مثل تشيلسي وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ. ويمتلك خبرة مباشرة في كرة القدم الإنجليزية، وقد أظهر إعجابه بلاعبي المنتخب الإنجليزي وحرصه على العمل معهم.
مهام جديدة وتحديات كبيرة
ستكون مهمة توخيل مع منتخب إنجلترا مليئة بالتحديات. فمن المتوقع أن يكون تحت ضغط كبير لتحقيق النجاح، وذلك بعد الفشل المتكرر لمنتخب إنجلترا في البطولات الدولية. يُنتظر من توخيل أن يصبح مصدر إلهام للمدربين الإنجليز الصاعدين، ويُفترض أن يترك بصمة لا تُمحى على أجيال التدريب المستقبلية في إنجلترا. وبالتأكيد، سيواجه توخيل مواقف جديدة من الضغط والتوقعات في مهمته هذه، وذلك بعيداً عن الظروف والتحديات التي واجهها في أنديته السابقة.
استنتاج
إن تعيين توخيل يُعد قراراً مُثير للجدل من الجانب المالي والمهنية. وقد يُثبت توخيل أنه القائد المناسب لمنتخب إنجلترا، أو قد تُؤكد تجربته على أن التغييرات الأساسية لا تُحل بمجرد التعاقد مع مدرب جديد.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً