«جاذرإن» وأخواتها تغير مشهد التأجير اليومي في سوق العقار السعودية بعوائد مليونية
منصات التأجير اليومي تَحُوّلُ مشهدَ العقار في السعودية: عوائدٌ مليونيةٌ ومستقبلٌ واعدٌ
ثورةٌ في عالمِ الإيجار:
غيّرَت منصات التأجير الإلكترونية، مثل "جاذرإن" و"أير بي إن بي"، مشهدَ الإيجار اليومي في سوق العقار السعودي بشكلٍ جذري. وقد أدّى ذلك إلى جذبِ مستثمرينَ جُددٍ لتحقيقِ عوائدٍ مليونيةٍ من هذا القطاعِ المُزدهرِ. فقد شهدتْ السنواتُ القليلةُ الماضيةُ نشاطاً ملحوظاً في هذا المجالِ، بدعمٍ من قطاعاتِ الأعمالِ والسياحةِ والترفيهِ.
منافسةٌ شديدةٌ:
يُنافسُ مستثمرونَ من خلالِ هذهِ المنصاتِ لتسويقِ عقاراتهم وعرضِ منتجاتهم من شققِ التأجير اليومي. وقد أدّى ذلك، بحسبِ خبراءَ، إلى ظهورِ ثغرةٍ في سوقِ الشققِ المخصصةِ للإيجارِ السنوي.
الرياضُ مركزُ النمو:
سجّلَ سوقُ التأجير اليومي للشققِ المُؤثثةِ نمواً قوياً، لاسيّما في العاصمةِ الرياضِ، التي انطلقَ موسمُها الترفيهيُ في منتصفِ أكتوبرَ الحالي.
أرقامٌ مُبهرةٌ:
تُظهرُ منصةُ "جاذرإن" عرضَ أكثرَ من 10,500 وحدةٍ سكنيةٍ، تتراوحُ بينَ الغرفِ والشققِ والفللِ. ويُشيرُ الخبراءُ إلى أنّ هذا العددَ هو جزءٌ من سوقِ الإيجاراتِ السنويةِ، حيثُ أنّ التأجيرَ اليوميُ سوقٌ ناشئةٌ حديثاً.
عوائدٌ مُجزيةٌ:
يؤكدُ المستثمرونَ أنّ العوائدِ في هذا القطاعِ مُجزيةٌ للغاية، وقد تصلُ إلى نصفِ مليونِ ريالٍ سعوديٍّ للشقةِ الواحدةِ، خاصةً إذا كانَ موقعُها مميزاً و تصميمُها فاخرًا.
أمثلةٌ واقعيةٌ:
تُشيرُ حنينَ السبيعي، الرئيسةُ التنفيذيةُ والمؤسسةُ لتطبيقِ "دارينت" للتأجيرِ اليومي للشققِ المُؤثثةِ، إلى أنّ بعضَ المستثمرينَ الأفرادِ قد حققوا دخلاً سنوياً صافياً من 400,000 إلى 500,000 ريالٍ سعوديٍّ من تأجيرِ شقةٍ واحدةٍ فقط، فيما يبلغُ متوسطُ العائدِ السنوي 150,000 ريالٍ سعوديٍّ، حسبَ موقعِ العقارِ وقربهِ من الخدماتِ، وكذلك جودته.
ازدهارٌ سياحيٌّ:
يرى عايدُ الهرفي، رئيسُ مجلسِ إدارةِ شركةِ "إعمارِ المتقدمةِ"، أنّ ازدهارَ قطاعِ السياحةِ في السعودية، والذي تجاوزَ عددُ السياحِ فيهِ 100 مليونِ سائحٍ في عامِ 2023، ساهمَ في تعزيزِ التوجهِ نحوَ الاستثمارِ في تأجيرِ الشققِ المُؤثثةِ، حيثُ بلغَ حجمُ الإنفاقِ السياحي 256 مليارَ ريالٍ سعوديٍّ.
فرصٌ مُغريةٌ:
يشيرُ الهرفيُ إلى أنّ كثيراً من مُلاكِ الوحداتِ، وخصوصاً الشققِ السكنيةِ، يفضلونَ تأثيثها وإعادةَ تأجيرها بشكلٍ يوميٍّ، للحصولِ على أفضلِ العوائدِ. وقد أدّى ذلك إلى انخفاضِ المعروضِ من الوحداتِ السكنيةِ المُعروضةِ للإيجارِ بالطريقةِ التقليديةِ، الأمرُ الذي أسهمَ في ارتفاعِ أسعارِ الشققِ التي تُؤجّرُ سنوياً.
خللٌ في السوقِ:
تُشيرُ مُحادثةُ "الاقتصادية" معَ المستثمرينَ في هذا المجالِ إلى أنّ أغلبَ الوحداتِ التي تُعرّضُ للإيجارِ اليوميِ الآن، كانتْ في الأصلِ وحداتٍ مُؤجّرةً بشكلٍ سنويٍّ. لكنّ أصحابها وجدوا أنّ العائدَ من تحويلها للإيجارِ اليوميِ مُغريٌّ للغاية، الأمرُ الذي خلقَ خللاً في معروضِ السوقِ من الوحداتِ السكنيةِ السنويةِ، وأدّى إلى ارتفاعٍ مُلحوظٍ في أسعارِ الإيجاراتِ في العاصمةِ خلالِ العامينِ الماضيين.
قصةُ نجاحٍ:
يقولُ عبداللهُ العتيبي، مستثمرٌ فرديٌّ في تأجيرِ الشققِ اليوميةِ: "بدأتُ تجربتي قبلَ سنةٍ ونصفٍ بشقةٍ واحدةٍ قريبةٍ من فعالياتِ موسمِ الرياض، والآنَ لديّ 4 شقق."
تحدّياتُ المُستثمرين:
من أهمّ التحدّياتِ التي تواجهُ مُستثمريَ هذا القطاعِ، ارتفاعُ أسعارِ الإيجارِ السنوي، خاصةً في المواقعِ الحيويةِ. إذ يُرفعُ بعضُ المُلاكِ الإيجارَ بنسبٍ عاليةٍ، تصلُ إلى 50%. وقد أدّى ذلك إلى عزوفِ بعضِ المُستثمرينَ عن عرضِ شققهمِ للتأجير.
مستقبلٌ واعدٌ:
يرى عبدالرحمنُ الفايز، مُتخصصٌ في القطاعِ العقاري، أنّ انتشارَ قطاعِ التأجيرِ اليومي للشققِ، خاصةً في الرياض، بسببِ المواسمِ السياحيةِ والرياضيةِ، يُشيرُ إلى مستقبلٍ واعدٍ لهذا القطاعِ. فكثيراً من رجالِ الأعمالِ والمستثمرينَ قد بدأوا بشراءِ شققٍ وتأثيثها، استعداداً لإطلاقِ مشاريعَ جديدةٍ في هذا المجال.
خلاصة:
تُظهرُ هذهِ البياناتُ أنّ قطاعَ التأجيرِ اليومي للشققِ المُؤثثةِ في السعوديةِ يُمثلُ فرصةً مُغريةً للغاية للاستثمارِ. فالعوائدُ مُجزيةٌ، والنموُ سريعٌ، والتحدّياتُ قابلةٌ للتغلّبِ عليها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً