جلسة حوارية بنادي خصب تعزز مفهومي "الوطنية والمواطنة"
تعزيز مفهومي "الوطنية والمواطنة" في جلسة حوارية بنادي خصب
خلال أمسية ثقافية فريدة في نادي خصب، نظم صالون مسندم الثقافي جلسة حوارية بعنوان "الوطنية والمواطنة". هدفت الجلسة إلى تعزيز فهم عميق لمفهومي الوطنية والمواطنة لدى الشباب العماني، والحفاظ على هوية عُمان الثقافية الغنية.
مفهوم "الوطنية" و"المواطنة"
شارك في هذه الجلسة الممتعة التربوي عبدالرحيم بن عبدالله الشيزاوي. قدم الشيزاوي رؤية شاملة حول مفهومي "الوطنية" و"المواطنة". أوضح أن "الوطنية" ليست مجرد شعور، بل هي إحساس عميق بالانتماء للوطن والولاء له، يظهر من خلال حب الوطن والالتزام بحمايته والدفاع عنه مهما كانت الظروف. أما "المواطنة"، فهي الجانب العملي من هذا الشعور، تتجلى من خلال التزام الفرد بالقوانين والمشاركة الإيجابية في مختلف مناحي الحياة المجتمعية، بما يسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
واجبات المواطنة
أكد الشيزاوي أن تحقيق المواطنة السليمة يتطلب من كل مواطن الالتزام بواجباته نحو وطنه، مثل احترام القوانين والمشاركة الفعالة في تنمية المجتمع، مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والتعاون لتحقيق المصلحة العامة. وأكد أن المواطنة ليست مجرد حقوق يتمتع بها المواطن، بل هي مسؤوليات وواجبات يجب على الجميع الوفاء بها.
دور الأسرة في غرس مفهوم الوطن
أشار الشيزاوي إلى الدور الأساسي للأسرة في تربية جيل واعٍ ومحب للوطن، موضحًا أن الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تُغرس فيها القيم والمبادئ، وأن تعليم الأطفال حب الوطن يبدأ من تقديم القدوة الحسنة والتربية على الانضباط والاحترام.
أبعاد المواطنة وحقوق المواطن
من جانبه، تحدث وليد بن أحمد بن محمد الشحي، المدير المساعد لتقويم تعلم الطلبة، عن أبعاد المواطنة. أوضح أن المواطنة علاقة وثيقة تربط الفرد بوطنه، وتشمل حقوقًا تضمنها الدولة كالأمن والصحة والتعليم، إلى جانب واجبات يلتزم بها المواطن من خلال حماية وطنه والمساهمة في تقدمه.
الوطنية: الروح والمواطنة: الجسد
أكد الشحي على أن الوطنية تعكس مدى ارتباط الفرد بجذوره، سواء كانت دينية أو أسرية أو ثقافية، مشددًا على أن الوطنية هي الروح والمواطنة هي الجسد، وأنهما معًا يساهمان في تشكيل المواطن الصالح.
تعزيز القيم الوطنية من خلال المنظومة التعليمية
تطرق الشحي أيضًا إلى أهمية تعزيز القيم الوطنية من خلال المنظومة التعليمية، مشيرًا إلى دور التربية في غرس مفاهيم الحقوق والواجبات، وتعليم المبادئ الاجتماعية والثقافية التي تسهم في بناء شخصية الإنسان العُماني المبدع والمبتكر. وأكد أن المؤسسات التعليمية والتربوية لها دور كبير في إعداد الأجيال القادمة عبر الأنشطة والبرامج التي تعزز من روح المواطنة وتعمق من فهم الشباب لأهمية الحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة.
بناء مواطن رقمي مؤثر
شدد الشحي على ضرورة التركيز على بناء مواطن رقمي مؤثر، يحمل هويته العمانية ويفتخر بها، ويكون قادرًا على التفاعل الإيجابي والانفتاح على الآخرين، ملتزمًا بأخلاقيات الحوار وتقبل النقد. ودعا إلى أن يكون المواطن العُماني مثالًا يُحتذى به في كل المحافل، سواء كانت على منصات التواصل الاجتماعي أو في المحافل الدولية، بما يعكس الصورة الإيجابية لوطنه.
مستقبل مشرق لعمان
في ختام الجلسة، شدد المتحدثان على أن الوطنية والمواطنة ليستا مجرد شعارات تتردد في المناسبات، بل هما قيم حيّة تتطلب العمل الجاد والمتواصل لبناء مجتمع قوي ومتحد، قادر على مواجهة التحديات والتغيرات المتسارعة. وأكدا أن تعزيز مفهوم المواطنة لدى الأجيال الجديدة هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع، لضمان مستقبل مشرق ومستدام لعُمان وأبنائها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً