حرب السودان.. أكثر من عام على تراجع المساحات الزراعية

حرب السودان: تداعيات وخيمة على المساحات الزراعية

تأثير الحرب على الزراعة السودانية

أدت الحرب في السودان إلى تفاقم الأزمة الغذائية في البلاد، حيث أدى انخفاض المساحات الزراعية إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما تسبب في معاناة 25.6 مليون سوداني. ويمثل هذا تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي في السودان، خاصة وأن الزراعة تشكل رئة الاقتصاد السوداني ومصدر رزق لعدد كبير من السكان.

تراجع المساحات الزراعية وانخفاض الإنتاج

خلال عام واحد من الحرب، فقد السودان 25% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد أدى ذلك إلى انخفاض حاد في قطاع الزراعة الغذائية، الذي يشكل أكثر من 34% من إجمالي الناتج المحلي. كما شهدت بعض الولايات المهمة في الإنتاج الزراعي مثل الجزيرة، سنار، والنيل الأزرق، انخفاضًا كبيرًا في المساحات المزروعة، بينما لم يتم تسجيل أي إنتاج زراعي في ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان خلال موسم المحاصيل الصيفي لعام 2023.

تحديات تواجه الزراعة في السودان

تُعاني الزراعة في السودان من مجموعة من التحديات نتيجة الحرب، من أهمها:

• تراجع المساحات الزراعية: تناقصت المساحات الزراعية في السودان من 70 مليون فدان إلى 36 مليون فدان، وذلك بسبب خروج العديد من القطاعات الإنتاجية عن دائرة الإنتاج الزراعي.
• التلف في أنظمة الري: تعرضت قنوات الري في معظم المشاريع المروية في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع للتلف، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي.
• نقص اليد العاملة: تسببت الحرب في نقص اليد العاملة الزراعية، خاصة بعد إغلاق الحدود مع إثيوبيا عند معبر القلابات الحدودي، مما أثر سلبًا على العمليات الزراعية في بعض الولايات.
• ارتفاع تكاليف الإنتاج: أدى ارتفاع أسعار الوقود، والأسمدة، إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما أثر على ربحية المزارعين.
• نقص المدخلات الزراعية: واجهت الزراعة نقصًا في البذور، الأسمدة، والمبيدات الحشرية، بسبب انقطاع سلاسل الإمداد وارتفاع أسعارها.
• ضعف البنية التحتية الزراعية: تعرضت أنظمة الري، والقنوات، ومخازن الحبوب للتدمير، مما أثر سلبًا على عمليات الزراعة، الحصاد، والتخزين.
• تأثير الحرب على قطاع الدواجن: تسببت سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء من ولاية الخرطوم في دمار معظم شركات إنتاج الدواجن في السودان.
• تدمير البنية التحتية الصناعية: دمرت معظم مصانع المواد الغذائية في السودان، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الغذائي.
• ارتفاع أسعار الغذاء: تسبب انخفاض الإنتاج الزراعي في نقص المعروض من المنتجات الزراعية بالأسواق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير.

مخاطر تهدد الأمن الغذائي في السودان

أدت الحرب إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان، وهددت بمخاطر جديدة على السكان:

• سوء التغذية: تسببت أزمة الغذاء في سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والحوامل.
• نقص المعروض: أدى انخفاض الإنتاج الزراعي إلى نقص المعروض من المنتجات الزراعية بالأسواق.
• ارتفاع أسعار الغذاء: أدى انخفاض الإنتاج الزراعي إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير.
• صعوبة التصدير: تسببت الحرب في تعطيل حركة التجارة، مما أثر سلبًا على قدرة السودان على تصدير منتجاته الزراعية.

تأثير الحرب على الاقتصاد السوداني

أدت الحرب إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان، وهددت بانهيار الاقتصاد السوداني.

• انخفاض الناتج المحلي الإجمالي: فقد السودان 25% من الناتج المحلي الإجمالي، مما أدى إلى انخفاض حاد في النشاط الاقتصادي.
• ارتفاع الدين العام: تسببت الحرب في زيادة الديون الخارجية.
• انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي: تسببت الحرب في انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الصرف وتدهور القوة الشرائية.
• تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي: أدت الحرب إلى انخفاض الإنتاج الزراعي في السودان، مما أدى إلى انعكاسات سلبية على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة وأن السودان كان من الدول المصدرة للغذاء في المنطقة.

ختامًا، تؤكد الحرب في السودان على ضرورة إيجاد حل سلمي للصراع، خاصة وأن الزراعة تشكل رئة الاقتصاد السوداني ومصدر رزق لعدد كبير من السكان، وقد أثر سلبًا على الأمن الغذائي في البلاد.