خالد دومة يكتب: نفس
رحلة النفس: من الفوضى إلى الهدوء
النفوس الإنسانية: كنوز غامضة
إن دراسة النفس تُلقي الضوء على أعماق الشخصية الإنسانية, وتُظهر لنا العواطف والمشاعر التي تُشكلها, كذلك تُساعدنا في فهم الأفكار والخطرات التي تُطارد العقول, وكيفية تفاعل الشخصيات مع القضايا المجتمعية. ولكن لا يُمكن فهم النفس بدون الرجوع إلى البيئة المجتمعية التي نشأت فيها الشخصية وتأثيرها على سلوكها واتجاهاتها. فكذلك تُساعد دراسة البيئة في فهم مسببات الإجرام, فالمجتمعات التي تُهمل معالجة المشكلات من البداية تُصبح أكثر عرضة للأضرار في المستقبل.
رحلة النفس: مراحل التطور
تُشبه النفس الإنسانية رحلة طويلة تُمر بمراحل متنوعة, كل مرحلة لها خصائصها وتحدياتها المُختلفة. ففي مرحلة الطفولة, تُكون العواطف غامضة ومختلطة, تُشكل مزيج من التناقضات التي لا تُخضع لأنظمة مُحددة. ففي هذه المرحلة, تُظهر النفس ميل قوي للتمرد والتحرر من القيود, تُحركها الطاقة وتُغلب الحركة على السكون.
مع دخول سنوات الشباب, تُصبح هذه الطاقة مُمزوجة بِغرور وحب الثورة على الحياة والمُحيطين. يُريد الشخص في هذه المرحلة إعادة ترتيب الحياة وتغيير ملامحها حسب تصوره المُثالي. ولكن مع مرور السنوات, تُصبح الحياة أكثر وضوحا, تُكشف الحقائق الجديدة والتجارب الواقعية الجديدة تُسهم في تغيير النظرة للحياة وإعادة التقييم لأفكار السابق.
وفي سنوات الكهولة, تُصبح النفس أكثر هدوءا, تُصبح الحياة أكثر واقعية ومُثقلة بالأعباء والمسؤوليات. تُدرك النفس أخطاء الماضي وعدم نجاح بعض التوقعات والأحلام. تُساعد هذه الرحلة من التمرد والتغيرات على التطور النفسية والتكيف مع الحياة ومع الواقع بطريقة أكثر هدوءا ورزانة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً